Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
نحن البشر عادة ما نعرف قيمة أنفسنا ولا نعرف من نحن؟ وما هي مسؤوليتنا؟ وما هي اهدافنا في الحياة. وهذه الحالة من الجهل، تمثل سبباً رئيسياً لعدم قيامنا بما ينبغي، وعدم تحقيقنا للاهداف العليا التي كُلفنا بها، وبالتالي خسارة أرصدتنا، وما جعل الله لنا نحن البشر، من نعم عظمى من أجل أن يحقق الانسان السمو والرقي والسعادة في الدنيا وفي الآخرة، وان يصل الى مستوى أن يكون جليس الرب في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأن يكون في ضيافة الله في الجنة، لا أن يكون حطباً لجهنم ووقوداً للنار.
وبالرغم من القيمة الكبيرة للإنسان عند الله - تعالى- نلاحظ البعض مستعداً لأن يبيع نفسه بأبخس الاثمان؛ دراهم معدودة لتحقيق أهداف بسيطة زائلة، كهذا انسان، يسمى: «سفيهاً» وقد نهى القرآن الكريم التعامل مع السفهاء، والسفيه؛ هو ذلك الذي يمتلك العقل ولايستفيد منه في تحديد هدفه وطريقه الصحيح في الحياة.
ونحن في ليلة مباركة، هي ليلة الجمعة، وآخر ليلة من شهر ذي القعدة الحرام، علينا أن نعرف بالتحديد هدفنا و مسؤوليتنا.
إن الاستقامة تعني أن يضمن الانسان عاقبته، وأن يختم حياته بالخير والصلاح، ولا يحيد عن طريق الحق. مما يتوجب أخذ المزيد من الحيطة والحذر من المنزلقات، والاعتبار بمن تصور أنه يحافظ على قوته وامتيازاته وسطوته، مثل الطاغية صدام، والقذافي وغيرهما، فهؤلاء بنوا وملكوا، لكن عاقبة أمرهم كانت كما رأى العالم بأسره.
وهذا المصير، ربما يصيب أي انسان آخر بنوع آخر، مما قد لايجد الانسان فرصة تدارك الموقف، لأن الموت يأتي على حين غرّة، وفي لحظة محددة غير متوقعة.
لكن السؤال: كيف نستقيم يا ترى؟
للإجابة؛ نقول: هنالك عدة وسائل وطرق منها:
1- نستشهد بحديث عن رسول الله، صلى الله عليه وآله: «يأتي زمان على أمتي يكون القابض على دينه، كالقابض على جمرة من النار». وهذا يدعو كل واحد منّا بأن يكون مستعداً للاختبار العسير بأن لا يتخلّى عن دينه وقيمه بأي ثمن، ومهما كلفه ذلك، ربما حياته.
2- لدى العراقيين مثل شعبي جميل يقول: «الباب التي تأتي منها الريح اغلقها واستريح». ونحن أمامنا أمواج من الرياح الفاسدة، متمثلة ببعض وسائل الاعلام، من قنوات فضائية ومواقع على النت، كلها تشكل أبواباً تأتي منها الرياح السلبية والمسمومة والهادفة لإلحاق الهزيمة النفسية بشعوبنا.
إن القنوات الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» وغيرها، يقف خلفها خبراء الحرب النفسية، يعملون ليلاً ونهاراً للبحث عن الكيفية التي يهزمون العلماء والشرفاء، مع رصد ملايين الدولارات، والهدف؛ العودة الى بلادنا والسيطرة عليها. علماً أن الاموال التي ينفقونها على هذا الاعلام، إنما يسرقونه من بلادنا، وهذا ديدنهم، منذ عهد الاستعمار،حيث كانوا ينهبون النفط والثروات لدى البلاد الاسلامية، وبواسطتها يسيطرون على نفس هذه البلاد، وينفذون مخططاتهم ويحققون مصالحهم.
ومما أنجزته قنوات الحرب النفسية، الترويج لما كان يسمى بـ «الربيع العربي»، الذي صوروه للشعوب العربية على أنه حقاً ربيع، و اذا به عبارة عن جحيم رهيب، فبدلاً من التخلّص من الديكتاتورية والتخلف والحرمان، اذا بالشعوب مثل الشعب الليبي والشعب السوري تغرق في بحر من الدماء والدمار وخراب لا يعد ولا يُحصى. وبعد الفشل الذي أصاب هذه الشعوب من تحقيق اهدافها المنشودة، بدأت هذه القنوات وفي مقدمتها «الجزيرة» التي أظنها تعتمد في تخطيطها وبرمجتها على الخبراء الصهاينة، بكيل الاتهامات لهذه الشعوب المقهورة، ووصفها بالفاشلة والعاجزة عن تحقيق ما تريد، وذلك من خلال برامج عديدة كلها تصبّ في هدف واحد، وهو زرع اليأس في نفوس هذه الشعوب من التغيير والإصلاح والبناء والتقدم.
إن هذا الفحيح والمساعي المحمومة، يقابلها كم هائل من الأمل منتشر في ربوع بلادنا وتحديداً في العراق. والدليل، أني لم أمر على مكان ولم ألتق بشخصية ايرانية، إلا ويثني على الشعب العراقي، وما أبداه من كرم الضيافة ومن الخصال والاخلاق السامية، خلال استقباله جموع الزائرين في زيارة الاربعين. وهذا يمثل مؤشراً على قدرة العراق لأن يستعيد مقومات الحضارة ويرتقي في سلّم التطور والتقدم، ويحذو حذو الشعب الايراني، فقد تمكنت ايران اليوم من فرض ارادتها وقوتها على العالم، من خلال الاتفاق الاخير بشأن مشروعها النووي، فهي تقف لوحدها أمام الدول الست الكبرى في العالم. وهذا إن دلّ على شيء، فانما يدلّ على ان الاسلام أينما حلّ وحكم، يكون عامل تقدم ذلك البلد، فهو دين السلم الأهلي والرحمة والمحبة والتقدم.
من هنا يجب أن نعرف؛ إن الهدف الأساس لكل الفضائيات والمواقع السلبية والمخربة للنفوس والمحطمة للآمال، هو تحقيق ما عجز عنه «داعش» والجماعات الارهابية والدموية، فهذه لم تتمكن من إلحاق الهزيمة المادية بنا، فجاءت هذه الوسائل لتعوّض هذا الفشل في ساحة المواجهة.
في إطار الحرب النفسية ضد شعوبنا وتكريس اليأس والاحباط، نلاحظ هنالك نوعاً من التشجيع على الهجرة وترك الاوطان، كما حصل في فلسطين، عندما احتلها الصهاينة بذريعة أن فلسطين، هي وطن بلا شعب، بينما اليهود شعب بلا وطن. لذا يحلّ لهم الاحتلال والتوطن كما يحلو لهم...! والنتيجة؛ تشريد الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني حول العالم.
واليوم نلاحظ تكرار السيناريو ذاته في سوريا عندما أطلقوا عليها عناصر «داعش»، وهي الجماعة التي انتجوها بانفسهم. فعاثوا في الارض الفساد؛ دمروا وقتلوا واعتدوا على الحرمات، مما أجبر الملايين من هذا الشعب ايضاً بترك بيوتهم ومدنهم والتشرّد في بلاد العالم، وحسب المصادر، بلغ عدد المشردين واللاجئين السوريين في الداخل والخارج، بلغ عشرة ملايين انسان. لذا نجد هنالك دولاً في الغرب تفتح ابوابها لاستقبال هؤلاء اللاجئين لاهداف مسبقة.
نقل عن شخصية سياسية فرنسية بان «المانيا بحاجة الى عبيد...»! والسبب ان لديهم مصانع ومعامل ومنشآت انتاجية، لكن تنقصهم اليد العاملة، وهذا مردّه الى تراجع الولادات وإحجام المجتمع الالماني عن الانجاب، وهذا بدوره يعود الى السبب الرئيس؛ بانتشار وتجذّر فكرة الحياة الجنسية الحرة بلا قيود، مما أعدم الحاجة الى الزواج وتشكيل الأسرة. وإذن؛ فان المانيا بحاجة في المستقبل الى ملايين العمال لتشغيل المعامل الضخمة وتحريك عجلة اقتصادها .
وأنا أحذر بان هذا المخطط الجهنمي موجّه في المستقبل الى اليمن. وحتى الآن، رغم الجروح الغائرة التي يتعرض لها الشعب اليمني، فانه ما يزال بعيداً عن جموع المهاجرين واللاجئين. وبما أننا نلاحظ موجة الهجرة واللجوء تشهد حمّى غير مسبوقة في العراق، ادعو من العلماء والخطباء أن يبينوا الحقائق للشعب العراقي، وأن لا يسوقهم الكلام السلبي عن بلدهم، والسقوط في متاهات الهجرة في انحاء العالم.
إن من أكبر مهام الاعلام المسموم أنه يصور بلادنا بأنها جحيم، بينما بلاد الغرب بأنها جنّة، نعم؛ هنالك مشاكل في العراق وفي بعض بلادنا، وهي موجودة في كل مكان، فالعالم كله يعيش أزمات السكن والبيئة والصحة والبطالة وغيرها، كما ان الفساد موجود في كل مكان بالعالم، لكن الفارق، أن الاعلام لا ينقل لنا تفاصيل مايجري في دول العالم، بينما يسلط الضوء على العراق وينشر كل صغيرة وكبيرة فيه، بهدف إلحاق الهزيمة النفسية بالشعب العراقي، بعد ان عجزوا عن هزيمته من خلال الارهاب «الداعشي»، وهم سيفشلون في هذه المحاولة ايضاً والسبب في وجود أمرين:
الاول: أن الشعب العراقي يعيش تحت راية الامام الحجة المنتظر - عجل الله فرجه- وفي ظل وجود مراقد أهل البيت، عليهم السلام. والثاني: وجود علماء الدين.
يا أيها الاخوة؛ إن المرجعيات الدينية لا يصدر منهم الشيء السلبي، ولايطمحون الى حكم وسلطة، ولا يريدون أموالاً او جاهاً، إنما يريدون الخير للجميع، فهم أمان لهذا البلد، أؤكّد لكم أن المحاولات المستميتة ضد العراق، ستبوء بالفشل، ويبقى العراق وشعبه صامداً أمام الازمات والمشاكل بالتمسك بخط أهل البيت، ولن يتوقف عند المؤامرات والمخططات التي تسعى لتركيعه وإخماد صوته.