Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي - دام ظله - الى أن تكون الشعائر الحسينية رسالة سلام للآخرين وبناء للذات الانسانية، كما ان رسالة الامام الحسين، عليه السلام، رسالة سلام و رحمة ونجاة لجميع البشرية، وليس لفئة دون أخرى. كما أكد على أن هذه الرسالة تنبثق من منطق القوة، لا حالة الخنوع والاستسلام للعدو.
وفي إحدى كلماته اليومية التي ألقاها في مكتبه بكربلاء المقدسة بحضور عدد غفير من الزائرين من داخل وخارج العراق، وعلماء الدين، أكد سماحة المرجع المدرسي على أن الشعائر الحسينية المختلفة لا تسير في الاتجاه الخاطئ في اعمالها، فالذي يبكي على الحسين، عليه السلام، - يضيف سماحته- او يلطم على صدره، او حتى يجرح نفسه، فأنّه لا يؤذي الآخر ولا يلحق به الضرر، إنما يؤلم نفسه فقط مواساة للإمام الحسين، عليه السلام، موضحاً؛ بأن الذي يقيم الشعائر الحسينية إنما يتوجه في عمله الى داخل نفسه وليس الى الآخر.
واضاف سماحته مستطرداً: بأننا «لا نجد مواكب حسينية ترفع رايات ضد هذا أو ذاك، ولا خطيباً حسينياً يحرّض الناس ضد الآخر، إنما العكس موجود، فهو يدعو الآخر ولا يعاديه، وهذا ما يدفع الناس في جميع انحاء العالم ينجذبون كل عام الى المراسيم الحسينية اكثر فاكثر، لأنهم لا يجدون في خط أهل البيت، عليهم السلام، مصدراً للصراع، وهذه بحد ذاتها تمثل رسالة مهمة. ونحن ندعو الآن، كما كنا ندعو دائماً، لأن نجعل من حب أهل البيت، عليهم السلام، والولاء لهم، ومن زيارتنا لمراقدهم، ومن تجمعاتنا المليونية، وسيلة لوحدة الامة ولوحدة المسيرة والسلم الاهلي».
و اضاف سماحة المرجع المدرسي في هذا السياق، بأنّ الامام الحسين، عليه السلام، بكى على اعدائه لانهم يدخلون النار بسببه، وهذا مصداق الحديث المشهور عن النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله: «إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة»، فالنجاة - يقول سماحته- لكل من أراد النجاة، وليس لفئة دون أخرى». من جهة أخرى أوضح سماحته أن «رسالة السلام هذه، ليست رسالة خنوع وانهزام، نحن نريد السلم من موقع القوة ونريد القوة لأجل السلام. فالسلام يتحقق بالقوة، وما أحسن القوة اذا كانت داعمة للسلام». واضاف سماحته في هذا السياق الى «أن شعبنا في العراق يستمد من واقعة الطف ومن وحي عاشوراء القوة لمواجهة «داعش».
وفي ختام كلمته وجه سماحته كلمة الى «من يهمه الأمر، والى كل من يريد الخير لهذا البلد، وأن ينحسر الشر عن بلاد الرافدين، أقول وبملء فمي: ادعموا القوات المسلحة، فقواتنا المسلحة التي تقاتل في مناطق مختلفة، إنما تحمل رسالة الامام الحسين، عليه السلام. وربما تكون للاعداء نية في تصعيد الصراع، وما يشجعهم سكوتنا، من هنا؛ يجب على كل عراقي ان يكون خفيراً في بلده، كما لا نريد أن تكون هنالك جماعة تعيش على الحرير، فيما آخرون يحاربون الاعداء ويعانون الأمرين، فاذا كنّا قد قوينا أنفسنا لما تجرأ الآخرون على محاربتنا». واضاف سماحته بأن لعاشوراء رسالة تتشعب الى ثلاث جهات:
الاولى: الى الداخل، بأنْ نوحد صفوفنا تحت راية الامام الحسين، عليه السلام.
الثانية: عدم توجيهها ضد الآخر، فنحن لا نريد حرباً طائفية، بل نريد قدوم الجميع و يستفيدون من هذه النعمة الالهية ويركبون سفينة النجاة.
الثالثة: من اجل تعزيز السلم، يجب أن نكون أقوياء، بما يوفر الردع أمام النوايا العدوانية للآخرين.