استضاف منتدى القرآن الكريم سماحة الشيخ ابو الحسن اليماني، لتبيان الدور العظيم للإمام زين العابدين، عليه السلام، في إكمال مسيرة والده، سيد الشهداء، عليه السلام، وفي إصلاح الامة ودوره الكبير في تغييرها .
وابتدأ سماحته حديثه قائلاً:
«آن لنا ان نتحدث عن هذا الدور الرسالي العظيم للإمام السجاد، عليه السلام، وآن لنا ان نبلغ كل ذلك الدور العظيم الذي لم يخرج ولم يصل الينا إلا بعضه، إذ إن حركة الامام السجاد، عليه السلام، و دوره السري بعد مقتل والده الحسين، عليه السلام، تمثل في الحفاظ على الاسلام والمجتمع الاسلامي الذي أوشك على الدمار وشارف على السقوط النهائي بعد استشهاد الامام الحسين، عليه السلام، لذا علينا أن نعرف عظمة هذا الامام و دوره الرسالي، ولا يمكننا ان ندرك دور وعظمة هذا الامام كله، لأنه جسد الرسالة فكان العلم كله يتمثل فيه، والحكمة والعبادة والاخلاق والشجاعة والاحسان، وكل الخصال الفاضلة.
من جانب آخر أوضح سماح الشيخ اليماني بأن «دور الامام السجاد، عليه السلام، من أخطر و أعظم الادوار، لأن الاحداث التي وقعت في زمن الامام، كانت من أخطر الاحداث، وعلى رأسها استشهاد والده الامام الحسين، عليه السلام، ومن ثم حادثة استباحة المدينة المنورة من قبل جنود يزيد، والانتهاكات التي يندى لها جبين الانسانية، وايضاً رمي الكعبة بالمنجنيق من قبل الجيش الأموي. كل هذه الأحداث رافقت مسيرة الامام السجاد، عليه السلام، في حياته، ومن هنا نعرف حجم وعظمة إمام ذلك الزمان والدور الذي قام به».
و أضاف الشيخ اليماني: «نحن قد نشترك في ظلم الامام من حيث لا ندري، او نحجم دوره، فنحن اليوم عندما يُذكر اسمه الشريف يتخيّل لنا ذلك الامام العابد الزاهد الذي عجز عن نصرة والده الامام الحسين، عليه السلام، بسبب المرض، فهل هذا هو الامام الذي يجب ان نعرفه؟! إنه وارث ومجسّد رسالات الانبياء، فيجب ان نعرف انه، عليه السلام، صاحب مشروع لتغيير واقعنا، من خلال ما قام به من شراء أعداد هائلة من العبيد وتربيتهم وتعليمهم وتحويلهم الى فقهاء وعلماء وقيادات داخل هذه الامة، ثم تحريرهم وإطلاقهم في آفاق الارض لأداء الدور الرسالي والاصلاحي، وهكذا؛ تبلورت الامة الاسلامية ببركة وجوده، عليه السلام، وهكذا يجب ان نعرف إمامنا».
وفي الختام اشار سماحته الى «أن فضل انتشار الاسلام في بلاد الهند والسند وباكستان وبعض دول افريقيا كان بفضل العبيد الذين رباهم الامام السجاد، عليه السلام».
