A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - من الأسرار العلمية في نوم أصحاب الكهف

من الأسرار العلمية في نوم أصحاب الكهف
كتبه: مصطفى ماجد
حرر في: 2016/01/10
القراءات: 1941

لم يوقظ  أهل الكهف الصوت الداخل على أسماعهم، فما هو السر في ذلك؟  ولماذا لم تتفسخ أجسامهم أو تتعفن؟ ولماذا لم تنموا أجسامهم كل هذه القترة؟ وما هو السر في تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال؟

حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة، في هذه المدة الطويلة ومن دون تعرضهم للأذى والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم، فقد وفر لهم الباري عز وجل الأسباب التالية:

أولاً: تعطيل حاسة السمع: حيث إن الصوت الخارجي يوقظ النائم وذلك في قوله تعالى: ﴿وَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً، (سورة الكهف: 11)، والضرب هنا التعطيل والمنع، أي "عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا" والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن.

ذلك أن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطه الخارجي.

ثانياً: تعطيل الجهاز المنشط الشبكي: RETICULAR ACTIVATIN SYSTEM " RAS " الموجود في جذع الدماغ والذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن أيضا فرع التوازن، حيث إن هذا العصب له قسمان؛ الأول مسؤول عن السمع والثاني مسؤول عن التوازن في الجسم داخليا وخارجيا ولذلك قال الباري عز وجل: ﴿وَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ ولم يقل "فضربنا على سمعهم"، أي إن التعطيل حصل للقسمين معاً وهذا الجهاز الهام مسؤول أيضا عن حالة اليقظة والوعي وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة والإحساس بالمحفزات جميعا وفي حالة تعطيله أو تخديره يدخل الإنسان في النوم العميق، وتقل جميع فعالياته الحيوية، وحرارة جسمه، كما في حالة السبات والانقطاع عن العالم الخارجي قال تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً}، (سورة النبأ: 8)، والسبات هو النوم والراحة "والمسبوت" هو الميت أو المغشى عليه(1)، فنتج عن ذلك أمور: منها: المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم، إلا إنها بقيت دائرة خارجه كالخلايا والأنسجة التي تحافظ في درجات حرارة واطئة فتتوقف عن النمو وهي حية، وتعطيل المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة بواسطة الجهاز المذكور أعلاه، كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة و الكوابيس، المحافظة على أجسامهم سليمة طبيا وصحيا، وحمايتها داخليا وخارجيا والتي منها التقليب المستمر لهم أثناء نومهم: كما في قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أيقاظاً وَهُمْ رُقودٌ وَنُقلّبُهُمْ ذاتَ اليْمَين وذاتَ الشّمَالِ}، (سورة الكهف: 18)، لئلا تأكل الأرض أجسادهم بحدوث تقرحات الفراش في جلودهم، والجلطات في الأوعية الدموية والرئتين، وهذا ما يوصي به الطب التأهيلي حديثا في معالجة المرضى فاقدي الوعي أو الذين لا يستطيعون الحركة بسبب الشلل وغيره.

ثالثاً: تَعرض أجسادهم وفناء الكهف: تتعرض أجسامهم لضياء الشمس بصورة متوازنة ومعتدلة في أول النهار وآخره؛ للمحافظة عليها منعاً من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالة كونه معتما وذلك في قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمس إذا طَلَعتْ تَزاورُ عن كهْفِهمَ ذاتَ الْيَمين وإذا غرَبتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمال}، (سورة الكهف: 17)، والشمس ضرورية كما هو معلوم طبيا للتطهير أولا، ولتقوية عظام الإنسان وأنسجته بتكوين فيتامين "د" عن طريق الجلد ثانيا، وغيرها من الفوائد اللأخرى ثالثا.

رابعاً: وجود فتحة في سقف الكهف: تصل فناءه بالخارج تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية والإضاءة عن طريق تلك الفتحة، ووجود الفجوة "وهي المتسع في المكان" في الكهف في قوله تعالى: {وَهُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُوَ الْمُهتْدى وَمَنْ يُضْلِلْ فلَنْ تَجِدْ لَهُ ولياَ مُرْشداً}، (سورة الكهف: 17).

خامساً: الحماية الخارجية: بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة، فلا هم بالموتى ولا بالإحياء، إذ يراهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلع عليهم يهرب هلعا من مشهدهم.

وكان لوجود الكلب في باب فناء الكهف دور في حمايتهم لقوله تعالى: {وَكلْبُهُمْ باسِط ذِراعِيْهِ بالْوَصيدِ لَوْ اطَّلعْتَ عَلْيَهمْ لَوَلَيتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلمُلِئْتَ مِنْهُمً رُعْباَ}، (سورة الكهف: 18)، وكان يفعله الفراعنة لإخافة اللصوص الذين يقتربون من مقابرهم وكنوزهم المدفونة.

إذ كانوا يضعون في مداخلها تماثيل لكلاب باسطة ذراعيها وكائنات مرعبة.(2)

-------------

(1)- كتاب "المختار الصحاح": ص 214 

(2)- قسم المنتدى العلمي - أبحاث علمية - بحوث علمية / الجامع لأحكام القرآن، ج1 ص 369، دار الكتاب العربي -القاهرة 1967/ وهذا ما أثبته العلم الحديث.


ارسل لصديق