Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
شهدت وسائل الإعلام الغربية والعالمية في الأيام الأولى من استشهاد آية الله الشيخ النمر، موجة تغطيات إعلامية مختلفة لم تؤيد فيها - هذه المرة- إقدام السلطات السعودية على إعدام الشهيد النمر، وإنّما عمدت إلى إظهار بعض الحقائق التي تكشف هشاشة النظام السعودي وسياساته الخاطئة. ومن جملة هذه التغطيات؛ مقابلات أجريت مع نجل الشهيد، محمد النمر، الذي يواصل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة.
وفي مقابلة أجرتها الإذاعة الأمريكية «إن بي آر»، عبّر محمد النمر، عن فخره واعتزازه بوالده الشهيد، وأكد بأنّه «كان داعية بالسلم» تحت شعاره المعروف بأنّ «هدير الصوت أقوى من أزيز الرصاص».
وأوضح محمد بأنّ انتقادات والده الشهيد لسلطة آل سعود كانت محاولة لإسماع العالم «الصوت، ونقل ما يجري في البلاد منذ أكثر من 100 عام، و أوضح بأنّ جريمة قتل والده كشفت عن طبيعة حكومة آل سعود التي لا تستطيع «مواجهة الكلمة، ولذلك فإنّها تقتل الناس».
وفيما يتعلق بأسلوب تعامل سلطات الأمن (القمع) مع والده، كشف محمد للإذاعة الأميركية، أنّ والده ظلّ في زنزانة انفرادية منذ العام 2012م، ولم يكن مسموحاً له بالخروج منها حتى لرؤية الشمس.
وفي مقابلة مع «بي بي سي»، انتقد نجل الشهيد النمر، الغرب لعدم فرضه مزيداً من الضغوط على حليفه في السعودية لمنع ارتكاب جريمة قتل والده.
وشدد محمد في هذه المقابلة على أنّ المذهب الوهابي الذي تتبناه السعودية هو ذات الممارسة والأيديولوجيا التي يستخدمها داعش لتبرير جرائمه. وقال بهذا الشأن:
«يمكنك أنْ ترى ــ على سبيل المثال ـ الأيديولوجيا التي تدعمها الحكومة السعودية، مثل الوهابية، هي ذات الأيديولوجية التي يستخدمها تنظيم داعش، أو تلك التي يستخدمها التنظيم لتبرير أفعاله. أقول فقط إنّ عليكم أنْ تفكروا بحقوق الإنسان، وبالمصالح الأمريكية والبريطانية على المدى الطويل بدلاً من المدى القريب».
وفي سياق متصل أجرت قناة «آر تي» الروسية لقاءً مع محمد النمر، أكد في جانب منه أنّ والده الشهيد كان يدعو السلطات للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وكان يعلم أنّه سيقتل؛ آجلاً أم عاجلاً. وتحدث عن اعتقال والده قائلاً: إنّ دورية عسكرية صدمت سيارة أبيه من الخلف، وقام جلاوزة الشرطة السعودية بإخراجه من سيارته، ثم أطلقوا النار على ساقيه أربع مرات.
وتابع القول: إنّ والده لم يتلق العلاج في المستشفى وتم ربطه بالسلاسل في السرير رغم أنّه لم يكن قادراً على المشي بسبب إصابته.
وقال محمد: إنّ سلطات آل سعود لا تطيق الذين يتبنون مواقف مستقلة، مشيراً إلى أنّ والده كان يدعو للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ولم يتحدث بهذا الصدد عن الشيعة أو السنة، بل كان يدافع عن جميع المظلومين في البلاد. وأضاف أنّ والده الشهيد رأى «أنّ دمه ثمن لا بأس به لتلك القيم التي كان يدافع عنها».
أكد محمد النمر، أنّ والده أصبح «شهيد هذا العصر»، وأنّ الشرق الأوسط يشهد أخطر مرحلة من العنف والانقسامات الطائفية. جاء هذا في مقابلة أجرتها محطة «سي أن أن» الأميركية مع نجل الشهيد النمر، وأضاف: أنّ والده «كان شوكة في حلق حكام السعودية، وكان يبحث عن العدالة والكرامة، ويفضح انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة. لقد تحدث بصوت عالٍ، ولذلك أعدموه».
وأضاف: «نحن فخورون جداً به، ولن نشعر بالخوف أو نتوقف عن المطالبة بالحرية، لقد دافع أبي بسلمية عن أرواح كل الناس».
و أوضح محمد النمر، الذي نادراً ما يتحدث علانية - حسب سي أن أن- أنّه كسر صمته لنشر رسالة والده، وقال» إنّ الشرق الأوسط يمر بأخطر مرحلة ويمزقه العنف والانقسام الطائفي العميق، وأضاف أنّه يرغب في أنْ يسمع المسلمون كلمات والده وهي: «لا يمكنك أنْ تكسب العالم بالعنف»، وتابع: «والدي كان يقول لنا إنّ دوي الكلمات أقوى من صوت الرصاص».
وأعرب محمد عن حزنه لفقدان والده، وقال إنّه يفتقد ابتسامة والده أكثر من أي شيء آخر، وأضاف أنّه مع تجاوز الصدمة الأولى لرحيل والده فإنّه يجد العزاء في معرفة أنّه في مكان أفضل الآن، وتابع: «لقد أصبح شهيد هذا العصر».