Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
من كلمة ألقاها الشهيد الشيخ نمر النمر في تشييع أحد الشهداء في المنطقة الشرقية
...للشهيد منزلة عظيمة عند الله، وله خصوصية من دون بقية العباد: «الشهداء أمراء الجنة»، ولذلك جاء في الآية الكريمة: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء} (سورة البقرة: 154)، حقيقة أنهم أحياء: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً} (سورة آل عمران: 169)، فلا تظنوا أن المسجّى أمامنا ميّت. إن الناس يموتون ويكونون في سبات، أما الشهيد فانه يبقى حياً يتنعّم. الشهيد، يبقى حيّاً، ويستبشر بمن سيأتي بعده من أحبته، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}، (سورة الأحزاب: 23).
إن الشهيد والشهداء قضوا نحبهم، عاشوا حياتهم، وانتقلوا للحياة البرزخية، حيث النعيم، وحياة الرضوان والفضل من الله؛ لذا لم يمت الشهيد، وهكذا تدلنا الروايات كما هو صريح الآية، وهكذا هي سنة الله.
ولذلك، فهم السابقون، ونسأل الله أن نكون نحن بإذنه، لاحقون بهم بالشهادة، فهي التاج العظيم الذي قليل من يحظى بها، وهي النعمة الكبرى، فهنيئاً لأبوي الشهيد علي، على ما تحلّى به من أخلاق، وهمة، وتواضع، وصدق، وطيبة، وغيرها من الأخلاق الحميدة.
إن الله هو الكفيل بالشهيد.
والشهادة تُعد السلاح الوحيد الذي لا ينكسر ولا يُقهر. الشهادة هي السلاح الذي لا يستورد. الشهادة هي السلاح الذي يملكه كل إنسان، ولا يمكن لأحد أن ينتزعه من أحد. بالإمكان مصادرة أي نوع من السلاح، وأن يحطم، او يشترى، أو يباع، أو يقع ضمن الحصار، أو يمنع. إلا الشهادة؛ فهي سلاح بأيدي كل إنسان، ولكل من يريد.
ومَنْ يملك الحسين، يملك الشهادة، ومَنْ يملك الشهادة يملك الإرادة القوية، ويملك الشجاعة، ويملك التضحية، وينتصر. مَنْ يملك الشهادة يتمكن من تحقيق أهدافه ومطالبه.
ونحن نعاهد هذا الشهيد، والشهداء قبله، وبعده، أننا سنسير على الطريق، وسنواصل بالمطالب والحقوق، لن نتنازل، بل سنزداد إصراراً، ولن نسكت، ولن نرضى، ولن نهدأ. بل سنواصل الطريق للمطالبة بالكرامة الحقيقية، والعدالة الشاملة، والحرية المتسعة، وخروج درع الجزيرة من البحرين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين من السنة والشيعة، والحرية للجميع.
لن نتنازل عن حقوقنا، عن كرامتنا، عن إنسانيتنا؛ بل سنسعى لمنع أن يُعتقل إنسان برئ، ولتعلم السلطة أن ثمن الدم وأن فاتورة الدم باهظة جداً وغاليةً.
إن الدم يولد عشرات بل مئات الشهداء الذين يُصرون على مواصلة الطريق، ولذلك فلتحذر السلطة ولتعلم أن فاتورة الدم غالية جداً، وباهظة، وعهداً؛ لن ننسى الشهداء، بل نحن سنكون من بعدهم، و «أنا الشهيد التالي»!