Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
- ها هي شجرة الإرهاب الخبيثة تفضح نفسها وتَقْدم على قتل علمٍ من أعلام الدين، لم تكن له جريمة إلا الدفاع عن الحق والمطالبة بالحقوق.
- إن قتل الشيخ الشهيد استهانة بكل قيم الأنبياء، كما هو استهانة بكل الأعراف والقوانين الدولية، خاصة أنّ قتل شيخ عظيم، كالنمر، ليس له سابقة في تاريخ المنطقة، ولذلك فإنّ دمه لن يذهب هدراً.
- ها هو آية الله الشيخ النمر قد التحق بقافلة الشهداء وقد حقق الله مناه والتي عاشها في حياته كلها.
إليك يا رب؛ الفقيه الشيخ النمر شهيداً غيوراً على الدين، سالكاً طريق الإمام الحسين، عليه السلام. نحن فخورون به ولسنا منكسرين. سنوزع الحلوى في مراسم العزاء. الشيخ النمر فداء لحقوقنا المشروعة. ذاك هو جوابي على الرسالة الغاشمة.
إن الإعدام رسالة خاسرة للصراع الإقليمي، تقول: لازلنا قادرين! وللداخل تقول: إن طالبتم بالحقوق فسيف الجاهلية الأملح على رقابكم». إنّ التهم التي وجهت له كانت فعلاً مرتبطة بحمل السلاح ولكن جلسات المحاكمة السرية لم تثبت ذلك ولا يوجد دليل واحد على أنه حمل السلاح أو دعا إلى ذلك. لقد كان للشهيد طلب واحد وهو أن تأتي المحكمة بالجهة التي قبضت عليه وأن يحلفوا اليمين والقاضي لم يستجب لطلب جلب الفرقة القابضة .
رغم بشاعة الدم لكنه عندما يكون طاهراً فسيسقي شجرة الحرية و الكرامة المنشودة، ويوماً ستنجلي الطائفية ونكون في وضع أفضل.
أخي الشهيد: أن يُقتل الإنسان ظلماً وعدواناً ومن أجل القيم لا يعني أنّه مهزوم، والإمام الحسين، عليه السلام، كان ولا زال لنا ولك ولكل الأحرار قدوة وأسوة ومثالاً.
أخي الشهيد: شاءت إرادة السماء أنّ تكون شهيداً على كل مظلمة وصورة فاقعة للطائفية في هذه الأمة.
لا يمكن للقتل وسفك الدم وفتح أبواب السجون أن يسكت أصوات المطالبة السلمية بالحقوق والإصلاح والنهوض. مخطئون مشتبهون واهمون إن ظننتم أن القتل سيوقف المطالبة بالحقوق والإصلاح والتغيير. فالسلطات واهمة إن ظنت أن المطالبة بالإصلاح والتغيير ستتوقف بعد جريمة إعدام الشيخ النمر. فهي مسيرة سلمية عمرها قرن من الزمان تطالب بالحقوق «لنا حق، فإن أعطيناه، وإلا ركبنا أعجاز الإبل».
لم نتسلم جثمان الشيخ الشهيد ليدفن في مثواه الأخير وذلك يمثل فاجعة أخرى.
ختاما: لقد كان عرساً وعزاً ولم يكن عزاءً كما كان مقرراً، لقد أوفى الجميع إليك شهيد الكرامة. فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ* يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ* قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ* قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ* قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ* قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ*}. (سورة المائدة، 19-26)
أبتاه...! من سيسمعنا ويشفي صدورنا بقصة الكرامة ومعنى الحرية وجوهر العدالة؟
أبتاه...! ارتقيتَ بشهادتك، فما أخوفني أن ينزل علينا العذاب فنتيه أربعين سنة بعد المائة بظلم وجور و إرهاب وقمع وتخويف.
أبتاه...! فزتَ ونحن الخاسرون، فهنيئاً لك، فقد أيقنت أن العزاء فينا، لا لنا، فعظم الله لك الأجر فينا نحن «الأموات».
من يريد رؤية مارتن لوثر كنغ، لينظر الى الشيخ النمر، ومن يريد رؤية غاندي لينظر الى الشيخ النمر، ومن يريد رؤية السيد المسيح، لينظر الى الشيخ النمر...!
الشهيد النمر رفض مبايعة آل سعود لأن الموحّد لا يرى بيعة لغير الله، ولمن يمثّل الله في الأرض، ولذا فقد قال للقاضي: إنّ أولياء أموري هم الله و رسوله وأهل بيته، ولست أنت ولا الملك الظالم الجائر.
أقدم النظام السعودي على سفك الدم المحرم، وأغرق العالم في حزن عميق بتنفيذ مجزرة دموية مريعة في ثاني أيام العام الميلادي الجديد. وأعدم فقيهاً من أكابر فقهاء المنطقة ورمزاً دينياً كبيراً من رموزها واستباح النظام السعودي بدمه حرمة كل مقدس. لم يقترف آية الله النمر جريمة يستحق عليها الاعتقال فضلاً عن القتل بهذه الصورة المأساوية فكل جريمته أنه نادى بالعدل والمساواة.
أراد النظام السعودي من خلال إعدام الشهيد آية الله النمر ضمن مجموعة تضم ٤٧ شخصاً أن يغطي ويذيب دم الفقيه الشهيد بين الدماء ففار دمه. إن إعدام آية الله النمر ليس إهانة للشيعة ولا للمسلمين ولا لكل الديانات السماوية باعتباره رمزاً دينياً كبيراً فحسب بل إهانة للإنسانية، لقد أردوا بقتله أن يمحوا أثره ويخفوا صوته الصادح بالحق لكنه أصبح رمزاً عابراً للقارات وصوتاً مجلجلاً يهز أركان الظلم في كل آن ومكان. لقد أخطأوا الهدف وتحول الشهيد آية الله النمر إلى أيقونة العزة، وأصبح اسمه يتردد على كل لسان وبكل لغات العالم ويصبح صوتاً لكل الأحرار. فلقد حول الشهيد الكبير الشيخ النمر منطقته العوامية من المجهول إلى اسم يتردد في أنحاء العالم حيث بدأت تمثل رمزاً للكرامة والحرية . لقد أدرك، أن العدالة والكرامة لا يمكن أن تتحقق في ظل الاستبداد، إلا بوضعه أمام خيارين إما الحكمة وإما الكشف عن القناع .وكما فعل سيد الشهداء بكربلاء فعلها الشهيد الكبير النمر وكشف الحقائق بلا رتوش أو تزييف وأصبح النظام السعودي يمارس حربه بلا قفازات .
لقد أضاف النظام السعودي على نفسه مأزقاً هو الأصعب إطلاقا أما الشهيد فقد انتصرتْ إرادته عليهم وهو حي وقهرَ جبروتهم وهو شهيد عند الله تعالى.
كان قضاة محكمة الشهيد النمر في ذهول وحيرة من ردة فعله عقب تلاوتهِ لحكم الإعدام... كان يبتسم ويحمد الله. توقعوا انهياره فوجدوه جبلاً شامخاً. لقد اكتشف القضاة الدواعش، وكل من تعامل مع الشهيد الشيخ النمر في فترة الاعتقال، أنموذجاً فريداً لم يشهدوه من قبل، وكان ثابتاً ومطمئناً، ومُسَلِماً أمره لله عز وجل. بطولة الشهيد آية الله الشيخ النمر تكمن في ثباته على موقفه قبل السجن وبعده وحتى لحظة شهادته، بل كان ينتظر الشهادة في كل لحظة. لقد تهيأ الشهيد آية الله الشيخ النمر للإعدام، منذ لحظة دخوله السجن، فرفض إظهار نقطة ضعف واحدة بطلب شيء من سجانيه، أو حتى من عائلته، استعداداً للقاء الله سبحانه. ولوكان لمحكمة آل سعود ولقضاتهم الشجاعة، لنشر محاضِر جلسات محكمة الشهيد الشيخ النمر على شرائط فيديو مصورة، لظهرت الحقيقة في من هو البطل ومن الجبان. إنّ زئير الشهيد النمر حين كان حراً بقي نفسه في المحكمة، بل كان زئيره أمام القضاة الدواعش أقوى وأشد. أتحدى القضاة أن يظهروا خلاف ذلك.
قال الشيخ عبد الكريم آل حبيل في خطبة صلاة الجمعة، بتاريخ 8-1-2016، في مسجد العباس عليه السلام بتاروت، قال سماحته إنّ أكثر ما كان يُخشى منه بإعدام الشيخ النمر؛ «الاحتقان الطائفي»، مشيراً إلى أن الشيخ «الشهيد كان عالماً من علماء الطائفة»، وله مكانته العلمية، ودوره البارز فكرياً، وهو ما «جعل مناطق الشيعة تنتفض غضباً وحزناً على إعدامه».
وأضاف الشيخ الحبيل «لقد حذرنا، وقلنا إنّ الشيخ النمر أصبح رمزاً حقوقياً عالمياً بامتياز»، وأكد أنّ العالم لا ينظر إلى الشيخ الشهيد على أنه «إرهابي»، بل «شخصية سياسية حقوقية وقيادية محنكة».
وتساءل الشيخ الحبيل مستنكراً: «هل يعترض هؤلاء على إعدام شخصية إرهابية»! في إشارة إلى المزاعم السعودية التي تروّج على أن الشيخ الشهيد كان «إرهابياً».
ووجّه الشيخ الحبيل كلمةً إلى الشباب في المنطقة الشرقية، ودعاهم إلى عدم «الانجرار» إلى العنف وحمل السلاح بعد إعدام الشيخ النمر، ودعاهم إلى مواصلة المطالبة «الحضارية»، مؤكدا أنّ الشهيد النمر كان دأبه النضال السلمي، «حتى أصبح رمزاً حقوقياً للتغيير والإصلاح». كما جدّد المطالبة بتسليم جثمان الشيخ الشهيد، وجريان مراسم الغسل والدفن وفق المذهب الشيعي.
على مدى الخمس السنوات الماضية كنت متابعاً لقضية حقوق الإنسان للبطل الشيخ نمر آل نمر.
فحينما قامت الحكومة السعودية بقمع المعارضة السلمية بطريقة وحشية في ظل تأييد ضمني من
أمريكا قام الشيخ النمر وسط أقلية مضطهدة ساعياً لتحقيق عالم تستطيع العيش فيه بكرامة.
الشيخ النمر اتخذ سبيل المطالبة السلمية منهجاً له بعيداً كل البعد عن العنف وحمل السلاح، بدلاً من أن تقوم السلطات السعودية بالاستجابة له والاستماع للمطالب المشروعة التي طالب بها، أقدمت وبكل أسف على إعدامه. الشيخ النمر كان رجل إصلاح وسلام، فإذا أردتم أن تعرفوا كيف كانت شخصية و صفات المهاتما غاندي أو الدكتور مارتن لوثر كينج فانظروا إلى الشيخ نمر اليوم. ينبغي على جميع الكنائس في أنحاء العالم أن تلبس ثوب الحداد على فقدان هذا العالِم العظيم، وإن كان معظم المسيحيين في العالم لا يتصورون عيسى المسيح يرتدي العمامة، إلا أنني أستطيع أن أتصور ذلك من أجل هذا الرجل المناضل الذي أتمنى فقط أن أكون مثله.
فيما يلي مقتطفات من خطبة الجمعة التي ألقاها شيخ مأمون رحمة في الجامع الأموي في دمشق، وهو يتحدث عن شخصية الشهيد الشيخ النمر:
واجههم بالكلمة فواجهوه بالسيف. واجههم بالحجة والدليل والبرهان، وطالب حقوقاً له ولأهله ولشعبه في مملكة الرمال، فكان منهم القتل والإجرام، يا عرب...! يا مسلون...! يا علماء...! أين حرمة العلماء؟ لماذا يقتل علماؤنا ونحن ساكتون؟ ولماذا تستباح دماء أهل العلم و الأمة العربية والإسلامية تسكت؟ هل تخافون آل سعود من الاغتيال؟ هذه ليست من أخلاق المسلم ولا من إيمانه، أدعو العالم لأن يقف الوقفة التي وقف فيها أهل العوامية وهم يرفعون لافتات كتب عليها: «دم العلماء خط أحمر».
بعد سنوات من النصح والمناشدة بإطلاق سراح العلامة الشهيد السعيد سماحة الشيخ نمر باقر
النمر قدست نفسه الزكية، والمطالبات الواسعة في الأيام الأخيرة بإعفائه من أحكام الإعدام الصادرة بحقه، تم وللأسف الشديد يوم السبت الحادي والعشرين من ربيع الأول، تنفيذ الحكم والخبر كان صادماً ومفاجئاً للمناشدات الواسعة جداً وعلى أعلى المستويات، ولوضوح المصلحة في ذلك.
وأجمل حديثي في أمور أربعة:
أولاً/ إن اعتقال سماحة العلامة الشهيد السعيد بذلك الشكل الذي جرى وقتها، وكما قلنا حينها، زاد من ترميزه وشعبيته وجماهيريته.
وأما قتله الآن بهذه الصورة المفجعة، فقد حوله الى أسطورة ونبراس يُحتذى به؛ وهكذا تصنع الشهادة قال تعالى: { وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، آل عمران: 169.
ثانياً / إن سماحة العلامة المجاهد الشيخ نمر باقر النمر، قدس سره رجل فاضل، وله شعبية واسعة، وهو رجل فكر وكلمة، ودعواته إصلاحية، وكان سلمياً يرفض العنف والتسلح، ولا تلصق به أي من التهم المدعاة، والزج به ضمن مجموعة من المتهمين بأعمال إرهابية لا يجعل منه إرهابياً.
ثالثاً / إن هذا المجاهد أحب الشهادة وتمناها فحظي بها ونالها، والشهادة وسام إلهي؛ لا يمنح إلا لمن اختاره الله واصطفاه وقد أثبت التاريخ والسنن الإلهية أن دماء الشهداء تؤتي أكلها في تحقيق الأهداف الرسالية وآمال وطموحات المصلحين. فلقد استشهد أبوعبد الله الحسين، عليه السلام، ومن معه وكان لدمائهم الزاكية الأثر البالغ في إزاحة الظلم، وطويت دولة بني أمية، خصوصاً الفرع السفياني في مدة قصيرة بسبب هذه الدماء.
رابعاً / إن أبناء النهج الحسيني اعتادوا هذه المسيرة ولا تثنيهم أمثال هذه الاجراءات وشعارهم: « القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة»، وسيدرك من سدروا في هذا الأمر غبّ ما فعلوا ولات حين مندم.