A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - الدعاء وسيلتنا للتلاحم وسبيلنا للانتصار

الدعاء وسيلتنا للتلاحم وسبيلنا للانتصار
كتبه: أنور عزّالدين
حرر في: 2016/08/14
القراءات: 1603

الدعاء... هذه الكلمة الرقيقة ذات الابعاد الواسعة، تدلنا على مسالك الإيمان والبناء الروحي، كما تدلنا على البناء النفسي للانسان الفرد والمجتمع. انه يفتح للعبد باب المناجاة مع الله تبارك وتعالى، يُمَكن للعبد التواصل مع خالق السماوات والأرض، كما أن الدعاء يفتح جسور العلاقات بين المؤمنين، إذ إنّ الكثير من الروايات تشير إلى أن دعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجاب عند الله - تعالى- بل ويدر الرزق لصاحبه، مما يدل على موافقة باطنه مع ظاهره، وذلك يشير للتقوى والصدق والترابط بين افراد المجتمع، وهذا بدوره يشدّ من أواصر المحبة، ويثبت دعائمها، وقد بشرتنا الآية الكريمة بذلك: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً}، (سورة مريم: 96) وقال الإمام الصادق، عليه السلام: «الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض».

عندما يكون للدعاء هذا الدور الواسع في التغيير والبناء، فإنه بالقطع يترك تأثيره في تماسك المجتمع والامة بإزاء التحديات التي تواجهها، وما اكثرها اليوم!

ومن أروع ما جاء في القرآن الكريم، أثر الدعاء في تعزيز الثقة بالنفس لمواجهة أعداء الدين، كما جاء في قصة جالوت وطالوت، وكيف أن الصفوة المؤمنة من المجتمع ناجت ربها - تعالى- للاستزادة من القوة والتفوق؛ {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، ( سورة البقرة: 250)، فماذا كانت النتيجة؟ {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ}، (سورة البقرة: 251).

بمعنى أن قوة المعنويات والتماسك الاجتماعي الذي يوفره الدعاء، من شأنه ان يكون مؤثراً في تقوية شوكة الامة أمام المتربصين بها، ولعل الامام السجاد، عليه السلام، خير من نستشهد به، وبما جاء في صحيفته السجادية، وتحديداً «دعاء أهل الثغور»، كما كانت أدعية سائر الأئمة المعصومين، عليهم الصلاة والسلام، إحدى عوامل النصر الإلهي للأمة على اعدائها.

وهذا ما نستفيده في الوقت الحاضر، حيث تواجه الامة خطر التكفير والارهاب الطائفي، وباتت الشعوب الاسلامية من افغانستان وباكستان، مروراً بالخليج واليمن ثم العراق وسوريا ولبنان وحتى المغرب العربي، بل وحتى البلاد الافريقية، كلها تشكو هذه الفتنة السوداء التي ما تزال تحصد الارواح وتسفك الدماء، فالدعاء والابتهال الى الله - تعالى- بنفوس نقية وقلوب خاشعة، من شأنها المساعدة على رفع هذه الغمة عن هذه الأمة.


ارسل لصديق