Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
استقبل سماحة المرجع المُدرّسي - دام ظله - بمكتبه في كربلاء المقدسة، وفداً من أساتذة جامعات كربلاء وبغداد، وجرى خلال اللقاء مناقشة لجملة من القضايا التي تخص سبل النهوض بالواقع التربوي والعلمي في العراق.
وأكد سماحته في جانب من حديثه مع الوفد على أهمية تضافر جهود الجامعات الأكاديمية والحوزات العلمية وكافة الشرائح المثقفة في العراق للنهوض بواقع البلد والتصدي للإصلاح، ودعا إلى إشاعة روح المسؤولية بين الطلبة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تمر بها الأمة.
وفي ذات السياق أوضح سماحة المرجع المُدرّسي في حديث له خلال استقباله وفدا تربويا، أنه وبعد البيت والأسرة: «يأتي البعد المهم الثاني للتربية والتعليم المتمثل بالمدارس والمعاهد والجامعات وأساتذتها وكوادرها التعليمية التي يجب ان تكون هي الاخرى مركزاً لتربية أجيال من الصالحين، فالمعلم والأستاذ الكفوء المخلص يرى في تلاميذه أمانة الله والمجتمع لديه، ليس لتلقينهم بعض المعلومات فقط، بل قبل ذلك عليه أن يدرك أنه بسلوكه وكلماته وبتربيته وتعليمه لهم يستطيع ان يغير التاريخ ويبني مستقبل أجيال وشعب وأمة».
وأضاف سماحته: «نحن في العراق وغيره من بلادنا بحاجة ان نربي ونغرس المواطَنة الصالحة.. فالمواطن الصالح يتطلع لتحقيق أهدافه وللوصول الى القمة، ولكن عبر الطريق الصحيح فإنك لن تصل الى القمة وغيرك في الوادي ولا تفكر بأن تصعد على أكتاف الآخرين بل أن تصعد وأنت معهم»، وأوضح أن «البلدان والشعوب التي تعيش الأزمات والأوضاع السيئة يكون من الاسباب الرئيسية في ذلك الفشل في التربية والتعليم وعدم قيامها على أساس الفهم الصحيح في الحياة وعلى اساس المواطنة والعلاقات الحضارية.. وفي ظل هكذا اسس تربوية وتعليمية فاشلة وسيئة كهذه يسود التخبط والفساد والعلاقات السلبية وتجد الحكومة تظلم الشعب، والشعب يظلم بعضه بعضاً والتطلعات بدل ان تسير في الاتجاه الصحيح تتحول الى مجرد تشدد ودخول في العصبيات، والأدهى أن لا يكون هناك من يفهم هذه المعادلة ويفكر ويخطط للعلاج».
وفي هذا السياق أكد سماحته: «أن لا خير في علم بلا قيم وأخلاق ونقول لكل معلم وأستاذ شريف؛ بيدك أمانة تربية الطلاب على الفضائل ومعالي الاخلاق قبل ان تلقنهم مسائل ومعلومات الفيزياء والكيمياء وسائر العلوم فالأخلاق الحسنة والقيم هي اساس بناء الأمم وحصانة للعلم المادي الذي هو سلاح ذو حدين قد يستغل في الخير او الشر». وأضاف سماحته من جانب آخر: «نهيب بوزارات التعليم العالي والتربية والتعليم في العراق وبلادنا الاسلامية كافة، أن يجددوا النظر في المناهج ويعطوا اهمية قصوى للتربية فهذا الوضع الشاذ الذي ينتج ثقافة القتل عبر داعش او غيرها في اكثر من مكان يدفع للتساؤل عن كيف ولماذا تربى واصبح هؤلاء على هذه الشاكلة؟ وكيف وبماذا كان التقصير في التربية؛ هل من الأم والأب؟ أم من المدرسة؟ أم من التعليم العالي؟ ونقول لكل معلم وأستاذ ومسؤول في وزارات التعليم العالي و التربية وسائر المؤسسات التعليمية: يجب أن تكونوا منصة الانطلاق في نهضتنا العلمية فهي تعتمد على التربية والقيم الفضلى وعلى تعليمكم و على حس الابتكار والتطور العلمي في جامعاتكم».