Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
في ملتقاه الاسبوعي، وبعد انتهاء مراسيم زيارة الأربعين، استضاف منتدى القرآن الكريم، سماحة الشيخ محمد سعيد المخزومي، الباحث والكاتب المقيم في كندا، وقدم كلمة بعنوان: «الاربعين وما يمكن الاستفادة منه».
و تحدث سماحته عن أهمية زيارة الأربعين وآثارها على روحية المؤمنين.
ابتدأ سماحته حديثه عن عدد من الروايات في فضل زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، وقال: «نجد أن جميع الأئمة من الامام زين العابدين، عليه السلام، الى الحسن العسكري، عليه السلام، يؤكدون على زيارة الإمام الحسين، عليه السلام، لكن الإمام الحسن العسكري، عليه السلام، فقط الذي ذكر زيارة الأربعين في حديث صفات المؤمن، وهذه التفاتة؛ فلماذا لم يذكر الأئمة الماضون هذه الزيارة؟
الإجابة؛ أنهم أرادوا تثبيت الزيارة كأصل وقد جعلوها واجبة، إلى أن جاءت الفرصة الذهبية إلى الإمام الحسن العسكري، عليه السلام، الذي سيكون بداية غيبة الإمام الحجة، عجل الله فرجه - حيث خص زيارة الأربعين في حديثه، عليه السلام، وفي هذه الرواية الواحدة عبئت مئات وعشرات المئات ثم الملايين من الناس. فما هذه الطاقة الهائلة لهذه الرواية الواحدة التي تعبئ شعوباً كاملة من أقاصي الأرض إلى أقاصي الأرض»؟
وأضاف سماحته موضحاً: «ولكي يكون الإنسان مؤثراً يجب أن تكون طاقته الروحية عالية. ونحن نجد هذه الطاقات الهائلة في مناسبات عدّة، مثلاً؛ الصلوات الخمس، فالإنسان يحتاج في الصباح أن يصلي ثم إذا دخل إلى ميدان الحياة يحتاج أن يصلي مرة أخرى ليأخذ طاقة روحية جديدة لمواجهة الحياة وهكذا الحج يعطيك طاقة من الموسم إلى الموسم، وكذلك زيارة الأربعين».
ثم تساءل سماحة الشيخ المخزومي عن كيفية الاستفادة من هذه المناسبة لهذا العام والعام القادم؟ وأجاب بالنقاط التالية:
«1- أن نستشعر أنفسنا اننا في محيط من الطاقة الإلهية العالية وان الملكوت الأعلى يشتغل في تسيير هذه الجموع البشرية نحو زيارة الإمام.
2- ضرورة أن يكون عندنا تجديد في كل موسم من زيارة الأربعين، فروحية هذا العام يجب ان تكون أكبر من روحية العام الماضي.
3- زيارتنا للإمام الحسين، عليه السلام، يجب أن تربطنا به أكثر، ونسأل الإمام كيف نستفيد ونأخذ من الامام، فعندما نقرأ زيارة وارث لا نقرأها كقراءة الجريدة بل يجب أن نتأمل في كل مفردة ونخاطب الإمام ونسلم عليه ونتوقع أن يرد السلام علينا فهو يسمعنا لكن نحن مسامعنا مغلقة.
4- أن تكون مشاريعنا نوعية، أي يجب أن نبدع في المجال الذي نحن فيه وان نتطور ونصل إلى أعلى المراتب؛ لأن الله سبحانه مدّ الإنسان بطاقات غير متناهية وكما قيل: «الذين طوروا الحياة هم رجال أمثالكم».
فالعباقرة والعظماء عقولهم نفس عقولنا، مع فارق استفادتهم من هذه العقول، إذن؛ نحن يجب أن نستفيد ايضاً، وان نكون نوعيين في خصوص الأربعين».
وبعد حديث سماحته، تم فتح باب الاسئلة للشباب وأجاب سماحته عليها، ومنها:
أن الإنسان يتزود بالطاقة بالروحية الفائقة خلال زيارة الأربعين، ولكن بمرور الأيام تتناقص هذه الطاقة، فما هو السبيل للمحافظة عليها؟
في معرض إجابته، قال سماحة الشيخ المخزومي: إن الملأ الأعلى وأهل البيت، عليهم السلام، يزودونا بالطاقة المعنوية والمفاهيم والقيم بما يعبئ النفوس، بيد أن الشيطان يأتي في الاتجاه المعاكس، فتأتي الضغوطات، وقد تكون خارجة عن طبيعة الإنسان وقدراته، فعليه أن يتصل بالإمام أكثر وأن يستشعر في نفسه الروحية ويدعو البارئ - عزّ وجلّ - في كل صغيرة وكبيرة».
وسأل أحد الإخوة الحاضرين بأن «للعالم اتجاهين: اتجاه نحو الاختصاص (البناء العمودي) والاتجاه الآخر نحو (البناء الأفقي)، أي يكون الإنسان ذا مهارات متعددة، وكذلك في جانب طلب العلم، فأيهما أفضل»؟
أجاب سماحة الشيخ المخزومي بقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ...}.
«وهذا يعني أن من الواجب أن تدخل ميادين الحياة كلها لأن الله سبحانه أعطاك القدرة على ذلك. وضرب الأمثلة في أصحاب الأئمة، عليه السلام، فالواحد منهم كان عالماً وفقيها وتاجراً. إذن يجب ان نختار البناء الأفقي ويوازيه البناء العمودي، فكما يأخذ من العلوم ومن الاختصاص فهو يأخذ في كل اختصاص أكثر.
وختم كلامه بالدعاء بطاعة الله سبحانه والتوفيق ببركات ابي عبد الله الحسين عليه السلام».