«رسالة الحج هي كلمة التوحيد، و توحيد الكلمة.. ومن اهدافه الطهر والنقاء والرجوع إلى الفطرة التي خلقنا الله عليها.. ومن اهدافه التعاون والتلاقي والتشاور والالفة والتراحم وازالة الحواجز المصطنعة بين ابناء الامة.. والحج دعوة لعموم المسلمين للالتفاف حول محور التوحيد، ونبذ العصبيات والعرقيات، ومن حكمته الكبرى، بعد اخلاص العبودية لله تعالى هي التعارف وأن يعترف كل منّا بالآخر..».
بهذه الرؤية تحدث سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي - دام ظله- خلال استقباله بمقر بعثة سماحته في الديار المقدسة حشدا من العلماء والوفود من قوافل الحجيج القادمة من شتى بلاد العالم، ودعا سماحته لاستثمار لحظات القرب والإشراقات الروحية خلال موسم الحج، للدعاء بالخلاص من تعقيدات الواقع الذي تعيشه الأمة، خصوصاً بالدعاء للخلاص من الأيدي التي تعيث في الأرض ظلماً و فساداً، واستمداد العزيمة والارادة من هذا الموسم وهذه الفرصة الربانية، لتحمل المسؤولية ومواجهة التحديات..
و أوضح سماحته بأن الحج هو أن «تهدم شخصيتك الأولى، وتبني شخصية جديدة، وتأتي من عرفات وأنت قد ولدت ولادة جديدة، تقطع علاقتك بالماضي، وبما فسد منه، وأن لا تعيش في دوامة الأخطاء، وفي دوامة الوساوس، والمناهج الخاطئة، والأفكار العصبية، وبالتالي تبني نفسك بناءً جديداً..
وإذا ما فعلت ذلك فإن الخطاب الإلهي سيشملك، حيث يقول لك: استأنف العمل، فقد غفرت لك ما سبق». ودعا إلى أن «نفتح قلبنا لهذه النفحة الربانية، وندرس الأخطاء التي كنا نخوض فيها، وكنا نعيش معها في دوامة مستمرة وفي حلقة مفرغة، وقبل أن نتعرض لتلك النفحة الربانية الكبرى».