حذر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي – دام ظله- من الانزلاق في شرك الشيطان واتباعه بسبب الشبهات العقدية. عادّاً هذه الشبهات بانها تصنع في القلب أمراضاً كثيرة، كالعصبيات والحميّات والحسد والكراهية، داعياً جميع الحجاج للاستفادة من فريضة الحج بالتحلّي بالبصيرة الإيمانية ووضع معياراً وسبيلا للتمييز بين ما هو حق وما هو باطل.
جاء ذلك خلال استقبال سماحته بمقر بعثة الحج الدينية في مكة المكرمة في الرابع من شهر ذي الحجة الحرام، جموعاً من حجاج الدول الأوربية، وتحدث سماحته في هذا اللقاء حول أهمية التحلّي بالبصيرة الإيمانية وكيفية السبيل للتخلص من الشبهات العقدية والفكرية التي يواجهها الإنسان.
وقد بدأ سماحته حديثه بالإشارة إلى «أن الله قد سخر ما في الطبيعة للإنسان، من أجل الاستفادة منها، وجعله حراً في الاختيار والانتخاب، عادّاً سماحته هذه الميزة، إكراما من الله لعباده حيث لم يفرض عليه قوانينه فرضاً كما هي الطبيعة.
واعتبر سماحته أن تلبية الحاج لنداء ربه، إنما جاء باختياره وإرادته، متحديا للصعوبات والشدائد والمشقات النفسية والمادية والجسدية التي تعتريه، مؤكداً بأن هذه التلبية هي القيمة الحقيقة التي يصنعها الحاج لنفسه تجاه ربه.
بعدها أوضح سماحته بأن الله قد جعل للإنسان طريقين؛ أحدهما نداء يأتي من الرب عز وجل والآخر يأتي من نفث الشيطان، محذراً سماحته الحجاج من الوقوع في شرك الشيطان واتباعه من خلال الشبهات، عادّاً هذه الشبهات بانها تصنع في القلب أمراضاً كثيرة كالعصبيات والحميات والحسد والكراهية.
وفي نفس اليوم، ونفس المكان، استقبلت بعثة سماحة المرجع المدرسي، وفداً من حوزة الإمام الصادق عليه السلام، في العاصمة التنزانية دار السلام، وكان على رأس الوفد، سماحة الشيخ جلال التنزاني، و ضم كذلك عدداً من الأساتذة من منتسبي العديد من مدارس هذا البلد.
وقد تناول الوفد الحديث مع عدد من أعضاء البعثة، آفاق العمل التبليغي في تنزانيا، على وجه الخصوص، وفي قارة أفريقيا على وجه العموم، في ظل ازدياد الحاجة لمزيد من الدعم على كافة المستويات لمواجهة التحديات التي يواجهها المسلمون في القارة الافريقية.