A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - العشائر و زيارة الأربعين.. شيخ العشيرة؛ الإمام الحسين

العشائر و زيارة الأربعين.. شيخ العشيرة؛ الإمام الحسين
كتبه: الشيخ يحيى الطرفي
حرر في: 2017/10/25
القراءات: 1448

كانت ومازالت العشائر العربية من أكثر فئات المجتمع تفاعلاً وتأثراً بدعوات الإصلاح ونصرة الحق، فقد كان للعشائر دور في إعلاء كلمة التوحيد من خلال مبايعة قبيلة الأوس والخزرج لرسول الله، صلى الله عليه وآله، وفي دعوته لقريش وسائر القبائل الأخرى للدخول في دين الإسلام من أجل إنقاذ البشرية من الهلاك والوصول إلى شفا حفرة من النار.

وفي كربلاء الحسين، كان لشخصيات عشائرية مساهمة فاعلة في نصرة الإمام الحسين، عليه السلام، في واقعة الطف الأليمة، مثل الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر بن رئاب الأسدي، الذي لم يكتف أن يقدم نفسه قرباناً لنصرة الحسين عليه السلام، مع ابن عمه؛ ربيعة بن حوط بن رئاب الأسدي، بل استأذن الحسين، عليه السلام، في أن يدعو ابناء قبيلته (بنو غاضرة) لنصرته، عليه السلام؛ وكان له ذلك، فسار إليهم ليلاً متنكراً فعرفوه.

فدعاهم للانضمام إلى معسكره، عليه السلام، فالتحق منهم تسعون فارساً لنصرة الإمام؛ وعند مسيرهم للحسين، عليه السلام، فوجئوا بجيش عمر بن سعد المؤلف من أربعمائة فارس الذي كان يفوقهم عدة وعدد، وقد جاؤوا للحؤول دون وصول هؤلاء الى معسكر الامام الحسين، عليه السلام، وبسبب الخوف الذي استبدّ بالأسديين، قرروا الانسحاب وعادوا إلى ديارهم.

وكان لزعيم قبيلة بني رياح التميمية، ألا وهو الحر بن يزيد الرياحي، موقف مشرف آخر؛ عندما وجد الآثار العميقة للحجج والبراهين الدامغة التي قدمها الإمام الحسين لجموع أهل الكوفة المتخندقين مع عمر بن سعد لقتاله، عليه السلام، بأنهم على باطل لانهم يعتزمون سفك دم حفيد رسول الله، وسيد شباب أهل الجنة، فعقد العزم على التغيير واتخاذ القرار التاريخي الكبير بالانضمام الى معسكر الإمام الحسين، عليه السلام، وكان يحمل من الصفات ما جعلته مستحقاً بجدارة رئاسة قبيلة بني رياح واحتلال موقع متقدم في قيادة المجتمع الكوفي آنذاك.

وبقيت هذه العشائر منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، ذات شأن في تقرير المصير ومشاريع التغيير والإصلاح والدفاع عن الدين والإنسانية.

و كذلك؛ برز الدور الحضاري للعشائر العراقية من جديد في ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني عام 1920، والتي كانت بالحقيقة ثورة العشائر المسلحة بقيادة المرجعية الدينية، إذ كانت الاستجابة لنداء المرجعية، عامل الحسم في نجاح العراقيين في فرض إرادتهم وطرد المستعمر البريطاني.

والى جانب هذه التجربة، كان للعشائر صولات وجولات وبطولات سجلها التاريخ بأحرف من نور، ساهمت وبشكل قاطع في صون البلاد والعباد من شرور المحتلين والظالمين.

ولعل التلبية المجددة لنداء المرجعية في الجهاد الكفائي لمقاتلة أكبر قوة تكفيرية ضالة عرفها التاريخ الحديث، تكون وثيقة أخرى على إسهام ابناء العشائر مع باقي شرائح المجتمع في حفظ الأرض والعرض.

ومن كل ما تقدم نستطيع القول، أن العشائر أكثر شريحة اجتماعية متفاعلة مع العلماء والحوزات العلمية.

من خلال الإلتزام بتطبيق فتاوى المراجع العظام، والتواصل المستمر معهم لمعرفة آرائهم الفقهية حول السنن والأعراف العشائرية، التي يجب أن تطبق هذه الأعراف كما يريدها الشارع المقدس.

وجاء اليوم الذي يجب على أبناء العشائر إن يؤدوا دورهم في ذكرى زيارة الأربعين، بإقامة سرادق الخدمة الحسينية في عموم مدن العراق وخصوصاً في كربلاء المقدسة، التي يتجمع فيه الزوار من شتى بقاع الأرض لتقديم الخدمات لهم.

وعلى أبناء العشائر أيضاً الاهتمام بإقامة مجالس الوعظ والإرشاد لتعريف عموم المجتمع والإنسانية جمعاء بالنهضة الحسينية، مؤكدين إيمانهم الراسخ وعقيدتهم الأكيدة بالحسين، عليه السلام، ومن خلال ذلك ومن هذا المنطلق ندعو عشائرنا بشكل عام وعشائر مدينة كربلاء بشكل خاص، بأن يجتمعوا كعشيرة واحدة ليكون شيخهم وقائدهم الإمام الحسين عليه السلام.


ارسل لصديق