A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - تأملات في دعاء العهد

تأملات في دعاء العهد
التوسل بالله تعالى لظهوره (عجل الله فرجه)
كتبه: ماجد الصفار
حرر في: 2018/03/04
القراءات: 1568

نتابع ما قدمناه في الحلقات التسعة الماضية، من شرح فقرات دعاء العهد؛ وما كان من الفقرات السابقة للعدد الماضي في فقرة (إعمار البلاد وأحياؤه في عصر ظهور الإمام المهدي)، ثم يتسلسل الدعاء في التوسل بالله - تعالى- بأن يظهر لنا وليه، عليه السلام، في المقطع الذي يقول:

«فَاَظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْء مِنَ الْباطِلِ اِلّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ».

نجد من خلال الاطلاع على مقطع الدعاء المذكور؛ انه يتناول جملة من النكات الدلالية للتوسل بتعجيل الظهور، مع أن هذه الدلالات لا تتحدث عن تفاصيل الظهور بقدر ما تتحدث عن هوية الامام المنتظر، عليه السلام، والتركيز على نسبه، وفق نكات خاصة.

إن مقطع الدعاء أطلق سمة جديدة على الامام الحجة المنتظر، عليه السلام، وهي: (الوليّ) حيث قال: «فَاَظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ»، هذا أولا؛ وثانياً: أطلق صاحب هذا الدعاء - الإمام الصادق، عليه السلام - سمة نَسَبية عليه، وهي:

«وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ»، وثالثاً: اطلق سمة نَسَبية أخرى هي «الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ».

الآن نحن أمام ثلاث سمات، والاسم المشترك بينهما؛ محمد، صلى الله عليه وآله، عندها يتعين علينا ان نعرض لهذه السمات وما تحويها من نكات دلالية:

السمة الأولى: الولي؛ ولا نحتاج الى تسليط الأضواء عليها، كون الولي، هو من يتولى إمامة العصر من الأمر الصادر عن الله - تعالى- وهو امر مفروغ منه ما دمنا نؤمن أن الله - تعالى- ختم رسالات السماء بمحمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل الامام علياً، عليه السلام، ولياً من بعده، وان الأئمة، عليهم السلام، تولوا الإمامة متسلسلة، وخاتمهم الإمام المهدي، عليه السلام.

وأما السمتان الأخريان؛ العبارة القائلة بأنه، عليه السلام، «ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ»، أي؛ انه ابن فاطمة الزهراء، عليها السلام، بنت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، والعبارة الأخرى القائلة بانه، «مُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ»، أي مسمى باسم جده رسول الله.

نستخلص من ذلك، من ان فاطمة الزهراء، عليها السلام، تظل مذكرة قارئ الدعاء كونها أحد الأربعة عشر المعصومين، ووالدة اللأئمة، عليهم السلام، وهم خلفاء النبي، صلى الله عليه وآله، وهذا بحد ذاته دلالة مهمة في الدعاء.

وأما بالنسبة الى العبارة القائلة بأنه، عليه السلام، «مُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ» أي مسمى باسم رسول الله، فما المراد من هذه الفقرة؟

إن الاشتراك الاسمي بين اسم النبي الأكرم، وبين اسم الامام المهدي، له دلالته المهمة جداً، فهو، صلى الله عليه وآله، خاتم الانبياء، والإمام المهدي، عليه السلام، خاتم الأئمة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ أن النبي الأكرم أول المعصومين، والإمام المهدي آخرهم، ومن جهة ثالثة؛ أن النبي الأكرم، جاء في بيئة لا دين لها، منحرفة وسيأتي الامام - عجل الله فرجه - في بيئة منحرفة ايضاً، وهي بيئة آخر الزمن.

إذاً؛ هناك طابع مشترك بين الاسمين يتعلق بالثورة الإصلاحية لهذه الأمة، مع ملاحظة الفارق بطبيعة الحال بين رسالة النبوة ورسالة الإمامة، حيث تعد الثانية، امتداداً لرسالة النبي، صلى الله عليه وآله، غير منفصلة عنها، أي: يظل الامام المهدي، عليه السلام، آخر خلفاء الرسول، صلى الله عليه وآله؛ لكي ندرك هذا الوجه من توسل الدعاء بالله - تعالى- بأن يعجل لنا ظهور وليه.


ارسل لصديق