Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
مع ذكرى استشهاد السبط ابي عبد الله الحسين عليه السلام تنبري من جديد احاديث وكلمات عن (جدوانية) اقامة الطقوس والمراسيم الحسينية، وبشكل ملفت أمام العالم في يوم عاشوراء.
لا شك ان جماهير الامة العريضة، ماضية - كما كل عام- في اظهار الحزن والأسى بهذا المصاب العظيم الذي وقع على أطهر رمز من رموز وقادة الاسلام، ألا وهو الامام الحسين عليه السلام، سبط رسول الله صلى الله عليه وآله، لا سيما وان الروايات الشريفة المروية عن المعصومين عليه السلام قد حثّت المؤمنين جميعاً لأحياء هذه المناسبة.
ولكن السؤال المهم: من يقف وراء ضرورة التقليل من أهمية الشعائر الحسينية ومحاولة تهميشها ونسيانها؟ وفي المقابل من يقف وراء ضرورة تفعيلها ودعمها؟
للإجابة لابد ان نقول:
ان (نفس) عملية الشدّ والجذب بين متفاعل وغير متفاعل مع إقامة الشعائر الحسينية، تُعد احدى أسرار عظمة الامام الحسين عليه السلام، وشخصيته الفذّة، بحيث حارت الناس في كل عام، فانبرت تتحدث عن شعائره، فكيف بنهضته وحركته الاصلاحية عام 61هـ..!
ولا نكشف سراً، اذا قلنا ان للحسين عليه السلام اصدقاء، كما له اعداء.. فالذي قرأ الحسين عليه السلام، قراءة صحيحة وعرف مبادئه، وتحرر من ضغوط الجبت والطاغوت وباع دنياه لأجل آخرته، يصبح صديقاً للحسين عليه السلام، اما الذي يخطط للتشبث بدنياه – وتحت أي يافطة كان – لا يمكن له ان يتواءم ويتوافق مع الحسين عليه السلام.
الحسين عليه السلام، يريد صنع أمة عريضة ومتحركة، أما المتشبث بالدنيا، فيريد صنع (نخبة) خاصة تتحرك وفق توافقات مع هذا وذاك للحفاظ على مكاسبه وهيمنته، وسطوته، وعندما يرى ان مسيرة الحسين عليه السلام تجعل الساحة عريضة تشارك فيها الجماهير في صنع القرار، فمعنى هذا إن (نخبته) ستكون مهددة، وبالنتيجة سيشعر بالخطر.
الحسين عليه السلام له القدرة الفائقة على قيادة أمواج الجماهير، وهو راقد في ضريحه الشريف باتجاه اهداف مقدسة وانسانية، أما هو فيخشى خروج الناس عن هيمنته الفئوية ونخبته التي طالما أجادت ركوب موج الجماهير لصالح مآرب خاصة.
الحسين عليه السلام من خلال ثورته الموّاجة، ينتقي المخلصين من ابناء هذه الامة ليقودوا الساحة لما فيه صلاح وخير البلاد والعباد، اما هو فلا يهمه ان يصفق له الجميع.. الصالح منهم و الطالح.
من هنا كانت الشعائر هي خير جسر للوصول الى الشعور الحسيني، واستكشاف حضارة الامام الحسين عليه السلام، لإمة طالما تحلم وتنشد بناء الحضارة الالهية، وهذا ما لا يريده اصحاب (الاجندات) وانصار (النخبة)، وإذن؛ لا سبيل لهم الا مهاجمة الشعائر الحسينية، وهذا يتم تحت يافطات اخرى، منها: هدر الاموال والاوقات وتعطيل المؤسسات والاعمال، أو إلصاق الحالة المذهبية والطائفية بالقضية الحسينية، متناسين ان الحسين عليه السلام، بات ظاهرة عالمية من أمد بعيد.. وهو مسيرة ، يخسر من يتأخر عن اللحاق بها، كما يخسر من يقتصر على شعائر الامام الحسين عليه السلام دون تلّمس أبعاد حضارة الحسين عليه السلام في واقعه ومستقبله، لا سيما ان مؤسس حضارة الاسلام، الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله، قال لأمته: «حسين مني وانا من حسين».. فطوبى لمن كان من زمرة رسول الرحمة وسبطه الشهيد، والويل لمن ترك السبط فانه سوف يخسر بالقطع الرسول العظيم.