A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - خلال استقباله وفوداً علمائية..

خلال استقباله وفوداً علمائية..
المرجع المدرسي: إحياء الشعائر الدينية حافز للبناء وإصلاح الفرد والمجتمع
كتبه: هيأة التحرير
حرر في: 2013/01/31
القراءات: 1801

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي(دام ظله) أن الشعائر والمناسبات الدينية التي يحييها ابناء شعبنا العراقي والمؤمنون والمسلمون في معظم البلدان، كمناسبات المولد النبوي الشريف، وايام عاشوراء وزيارة الاربعين، وموسم الحج، وغيرها، يجب أن تكون دافعا وحافزا ومحطات لبناء و لاصلاح انفسنا ومجتمعنا  وأوضاعنا على كل المستويات، وأن هذه المناسبات والشعائر هي فرصة للانسان  لكي يختار نهج النبي الاكرم (ص) وعترته الطاهرة، وينتمي الي خطهم الرسالي، والسعي لبناء النظام الاجتماعي القائم على العدل والتواصل والتعاون والايجابية التكاملية  بين قوى المجتمع وبالتالي بناء نظام سياسي رشيد.

وأوضح سماحته خلال استقباله وفوداً علمائية وحوزية وسياسية وثقافية قادمة من خارج وداخل العراق، إنّ أعظم ما يعود به الزائر لمراقد أهل البيت(ع) و المحيي لهذه المناسبات الشريفة، هو تحقيق فرصة انتخاب نهج الحق الذي يمثله النبي وأهل بيته (ص) والإنتماء إلى خطهم الرسالي الرشيد. مبينا أن ذلك يتم من خلال محاور ونقاط إساسية من بينها:

أولاً: لابد أن تعقد كل العزم بأن ترفض وتجتنب الطاغوت، كما رفضه أمامنا الحسين عليه السلام، حين قال: (ألا وإن الدَّعيّ ابن الدَّعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلة وهيهات منّا الذلة) .

وكما قال عليه السلام في مجلس الوليد في المدينة، بعد أن شرح طغيان يزيد ومخالفته لأحكام الشرع: (ومثلي لا يبايع مثله). وهكذا  وفي كل مكانٍ وزمانٍ طاغوتٌ يمثِّل يزيدَ ونهجَه في انتهاك حُرُماتِ الدِّين واتّباع الشهوات ومن دون رفض نهجه لا يمكن لنا أبداً تطهِير نفوسنا من آثار الشك والشرك، ولا يمكن التقرب من الله سبحانه، لأنّ الكفرَ بالطاغوت شرط الايمان بالله، كما قال تعالي:(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا).إنّ علينا أن نتجنّب ونرفض ونتمرّد علي كل ما يتصل بالطاغوت وبنظامه الأخلاقي والإجتماعي والسياسي. لابد أن نتجنّب الطاغوت بشجاعة لكي نتّقي نار جنّهم.  إنّ كل من يخالف أحكام الدين، ويفرض نفسه على العباد من دون الله، طاغوتٌ جبّارٌ، على المؤمنين إجتنابه.

 ثانياً: في كل عصر ومصر أُناس صالحون يتّبعون نهج النبي الاكرم وأهل بيته (ص) ، والإقتراب من هؤلاء، والإنتماء إلى نهجهم، والتواصل معهم، والتعاون على إقامة شرائع الدين، سيكون أفضل وسيلة لإظهار ولائنا للنبي واهل بيته (ص) فعلى كل واحد من المؤمنين أن يعرف حقائق الدين، وموازين الشرع المقدَّس في انتخاب من ينتمي إليه من صالحي عباد الله، إنتماءً واعياً قائماً على أساس أحكام الشريعة، ثم التوكل على الله سبحانه، لكي لا تزلَّ قدم بعد ثبوتها.

وبشأن الاوضاع في بلادنا قال سماحته: نحن في العراق يستمر وضعنا السيّء، ويستمر الفساد الإداري، ويستمر التخبّط، ويستمر الإختلاف المشين وضياع مصالح الشعب العليا في زحمة الصراعات السياسية. كل ذلك يستمر – بل ويزداد سوءاً- بسبب قلة التمسك بنهج المصطفى وأهل بيته الاطهار (ص)، في نظامنا السياسي والاجتماعي، وعدم إتّباع مبادئ نهضتهم العظيمة، ويكون مثلنا – ومع الأسف – مثل من يبقى ضمآن وهو على ضفاف ماء عذب فرات. واضاف سماحته: إنها لخسارة كبرى أن يبقى أحدنا تائهاً في صحراء الحيرة والتخبط ولديه مشعل وقّاد كالإمام الحسين عليه السلام.

إنّ العراق بحاجة إلى من يمثّل دور الإمام الشهيد(ع)، ثم يعترف به الجميع، الشعب والحكومة، ويتّبعون نصائحه في شؤونهم، وفي حل خلافاتهم، وفي رسم خارطة طريق لهم من أجل حل الأزمات الخطيرة، وإخراج العراق من البند السابع الذي لا يزال كالسيف المسلَّط على رقاب الشعب، واخراج البلد من الفوضى والتخلف، وإقامة نظامٍ إجتماعيٍ صالحٍ يهيمن على كافة أنشطة الشعب، ومنها المؤسسات الرسمية.

ثم السير قُدماً إلى الأمام، إلى حيث التعامل بين الكتل، والتشاور، والتواصي، والتعاون على البِرِّ والتقوى. وأوضح سماحته بالقول: إننا جميعاً نستطيع أن نساهم في بناء العراق على أساس شريعة الله، ونهج النبي وأهل بيته عليهم جميعا صلوات الله، لو أنّ كل واحد منا إقترب أكثر فأكثر إلى نهجهم وإلى من يمثّلهم اليوم من الفقهاء الكرام ومراجع الدِّين، الذين أوصى الإمام المهدي المنتظر، عجّل الله تعالى فَرَجَه، بالرجوع إليهم.

وأكد سماحته: إنّ النظام الاجتماعي الذي يتمثل في العلاقات الايجابية والتكاملية بين قوى المجتمع، وفي الاخلاق الاسلامية القائمة علي أساس العدل والاحسان والتواصل البنّاء بين أبناء المجتمع، وفي تحكيم الشريعة السمحاء في هذه العلاقات،هذا النظام الاجتماعي هو الذي يؤسِّس لنظامٍ سياسيٍ رشيدٍ، حسب الحكمة المعروفة: (كما تكونون يُوَلَّي عليكم). وعلينا أن نتخذ من هذه المناسبات الكريمة وسيلة لاصلاح أنفسنا، ورفع مستوي أخلاقنا ووعينا والسعي لتحقيق أهداف مجتمعنا في حياة كريمة تحت ظل الاسلام الحنيف.

هيأة التحرير
 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99


ارسل لصديق