Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) السياسيين و المسؤولين في العراق الى الإتجاه الجدّي وبنوايا صادقة للحوار والتشاور وعدم تأجيج الخلافات والصراعات في البلاد بما يتمناه ويريده اعداء شعبنا وبلادنا وباقي شعوب وبلدان الأمة عبر حياكة الدسائس والمخططات التي تسعى لأن تضرب هذه الأمة بعضها ببعض. كما دعا سماحته في كلمة أمام جمع غفير من العلماء وطلبة الحوزات العلمية في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة السياسيين والمسؤولين في العراق الى الالتفاف حول العلماء والحوزات العلمية والرجوع اليهم ومحاورتهم واستشارتهم ليكونوا نِعم العون لهم للخروج من الازمات والوقوف معهم في المحن التي تعصف بالبلاد والتصدي للمؤامرات والمشاكل الكبيرة والكثيرة التي يواجهها العراق. ودعا سماحته بالمقابل العلماء والحوزات العلمية بالاستماع لمن يرجع إليهم والبحث عن الحلول لما يعانيه المجتمع اليوم من أزمات و مشاكل.
واشار سماحته في جانب من كلمته الى أن ما يجمع ويوحد العراقيين، وعموم شعوب الأمة، هو اكثر بكثير مما يفرقهم، وأن من اهم تلك الركائز التي توحد الصف وتجمع الكلمة هي ديننا الحنيف ورسولنا الاكرم (ص) والقرآن الكريم وأهل البيت (ع)، ومن يمثل هذا الخط اليوم وهم العلماء والمرجعيات الرشيدة في الأمة. واضاف سماحته متطرقاً للازمات وتطورات الاوضاع في العراق: لو أن بعض المواطنين العراقيين في بعض المناطق والمحافظات، يجلسون ويفكرون للحظات، في العودة والالتفاف حول ما يجمعهم وباقي ابناء هذا الشعب، واليقظة والحذر من الوقوع في حبائل ومخططات التفرقة والفوضى التي لا تخدم سوى المتربصين بالبلاد والشعب بكل طوائفه وقومياته ومكوناته، وهو أمر لا تصعب ملاحظته ورصده حيث تدس بعض القوى والدول أنفها في شؤون العراق بزعم دعمها ووقوفها مع هذا المكون او القومية، وبالتالي اثارة القلاقل والصدامات والمشاكل في العراق، مرة في المناطق الشمالية واخرى في الغربية و لاسمح الله في الجنوبية، وهكذا نرى امثال ذلك اليوم في سوريا ومصر واليمن وليبيا وغيرها من بلدان الأمة. منوها أن على الجميع ولاسيما الاخوة في بعض محافظات البلاد التي تشهد توترات ومظاهرات، البحث عن ما يجمع الشمل ويوحد الصفوف، ونبذ الاصوات و الجهات التي ترمي الى زعزعة الأوضاع وتمزيق البلاد، داعياً العقلاء والحكماء في المناطق الغربية الى التدخل بشكل سريع من اجل إطفاء الفتن، موضحاً ان استمرار التوتر قد يؤدي الى مشاكل وازمات لاتحمد عقباها تشمل عموم البلاد. واوضح سماحته في هذ االسياق: «أننا لسنا ضد التظاهرات المطلبية السلمية التي تطرح مطالب مشروعة» في العراق، على أن تكون حكيمة ولا تتحول وتجرّ الى فوضى وعنف مسلح. مؤكداً أن طرح المطالب والنظر فيها والعمل على تحقيق الممكن والشرعي والقانوني منها، لايمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، او من خلال الضغوط، انما النظر فيها وتلبيتها بحاجة الى سياقات معينة معروفة في الدولة، وبحاجة الى اجتماع ومناقشة ونظر في البرلمان والحكومة، وهكذا بحاجة الى القضاء، فكل شيء بالدولة بحاجة الى سياق معين حتى يتحقق. ومع ذلك فإننا للأسف نرى إنه كلما تم تلبية وتحقيق شيىء من المطالب، يتم بالمقابل رفع وتصعيد سقف المطالب الى قضايا وامور اضافية، وهذا أمر غير حكيم ولا ينبغي أن يكون. فأين العقلاء والحكماء..؟ أنتم أيها الاخوة المتظاهرون ومن يساندكم، الى أين تريدون الوصول بالبلاد وهي مثقلة اصلا بكل هذه المشاكل التي تعرفونها جيدا، وفي ظل طروف اقليمية خطيرة محيطة ببلدكم ترونها وتعرفونها، حيث ترون البلدان المحيطة تحترق من حولنا، فهل تريدون انتم الحريق ايضا لبلدكم وأنفسكم، وأن يجر العراق مجددا الى الخراب والدمار..؟ كلا، هناك قدر كبير من روح التعايش و المحبة في بلدنا وشعبنا، والمشاركة في الحكم وغيرها من الركائز، فلتحافظوا ونحافظ عليها معاً، ونعمل على ترسيخها وزيادتها وليس زعزعتها وهدمها. وفي جانب آخر من كلمته، اشار سماحة المرجع المُدرّسي الى إن الحوزات العلمية يجب ان تؤدي دورها وواجباتها بصورة تدريجية وحكيمة عبر توسيع نطاق العمل والاهتمام بشؤون الشعب و الأمة، مشددا على ضرورة معرفة ومتابعة هموم واحتياجات الناس ورعاية الأيتام والفئات المستضعفة، ومتابعة القضايا السياسية والخدمية المتعلقة بالمناطق المختلفة من البلاد. وأضاف سماحته ان على الحوزات العلمية في هذه الفترة وبعد انتهاء زمن القيود القسرية التي فرضت عليها في زمن النظام البائد، الخروج من حالة الانطواء إلى الانفتاح على المجتمعات, والتأسي بسيرة الرسول (ص) وأهل بيته والعلماء الذين أعطوا كل ما لديهم في سبيل وحدة الأمة الإسلامية، مطالباً بتضمين دروس جديدة الى الدروس الأصلية المعتمدة في الحوزات العلمية، كعلم الاجتماع والاقتصاد والسياسة وكل ما يحتاجه المجتمع.