Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
«الذنب والتوبة»
عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: كان عابد في بني إسرائيل لم يقارف (1) من أمر الدنيا شيئاً فنخر إبليس نخرة (2) فاجتمع إليه جنوده، فقال من لي بفلان؟ فقال بعضهم: أنا له، فقال من أين تأتيه؟ فقال: من ناحية النساء، قال لست له. لم يجرب النساء. فقال له آخر: فأنا له، فقال له من أين تأتيه؟ قال: من ناحية الشراب و اللذات، قال لست له ليس هذا بهذا. فقال آخر فأنا له، قال: من أين تأتيه؟ قال من ناحية البر. قال انطلق فأنت صاحبه. فانطلق إلى موضع الرجل فأقام حذاه يُصلي.
قال عليه السلام، و كان الرجل ينام و الشيطان لا ينام، و يستريح و الشيطان لا يستريح، فتحول إليه الرجل، و قد تقاصرت إليه نفسه، و استصغر عمله فقال يا عبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة؟! فلم يجبه، ثم أعاد عليه فلم يجبه. ثم أعاد عليه، فقال: يا عبد الله..! إني أذنبت ذنباً و أنا تائب منه، فإذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة، فأخبرني بذنبك حتى أعمله و أتوب، فإذا فعلته قويت على الصلاة، قال: ادخل المدينة فسل عن (فلانة..) البغية، فأعطها درهمين و نل منها، قال:
و من أين لي درهمين؟ ما أدري ما الدرهمين؟ فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله إياهما، فقام ودخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل (فلانة..) البغية فأرشده الناس، و ظنوا أنه جاء يعظها فأرشدوه، فجاء إليها و رمى إليها بالدرهمين، و قال قومي..! فقامت ودخلت منزلها، و قالت ادخل، ثم قالت إنك جئتني في هيئة ليس يؤتى مثلك في مثلها، فأخبرني بخبرك. فأخبرها، فقالت له يا عبد الله.. إن ترك الذنب أهون من طلب التوبة، و ليس كل من طلب التوبة وجدها، و إنما ينبغي أن يكون هذا شيطانا مثّل لك، فانصرف فإنك لا ترى شيئا. فانصرف و ماتت من ليلتها فأصبحت، فإذا على بابها مكتوب احضروا فلانة فإنها من أهل الجنة، فارتاب الناس، فمكثوا ثلاثاً لم يدفنوها ارتيابا في أمرها، فأوحى الله عز و جل إلى موسى بن عمران عليه السلام أن ائت فلانة فصل عليها و مر الناس أن يصلوا عليها فإني قد غفرت لها و أوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي.
* المصدر: الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج8 ؛ ص384
«شكر النعم»
جاء عن الإمام الباقر عليه السلام، كان في بني إسرائيل رجل عابد و كان محارفا (3) لا يتوجه في شيء فيصيب فيه شيئاً، فأنفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شيء، فجاعوا يوماً من الأيام فدفعت إليه نصلاً من غزل (4) و قالت له ما عندي غيره، انطلق فبعه و اشتر لنا شيئا نأكله.
فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غُلقت و وجد المشترين قد قاموا و انصرفوا، فقال لو أتيت هذا الماء فتوضأت منه و صببت علي منه و انصرفت.
فجاء إلى البحر و إذا هو بصياد قد ألقى شبكته فأخرجها و ليس فيها إلا سمكة ردية قد مكثت عنده حتى صارت رخوة منتنة، فقال له:
بعني هذه السمكة و أعطيك هذا الغزل تنتفع به في شبكتك قال:
نعم.. فأخذ السمكة و دفع إليه الغزل و انصرف بالسمكة إلى منزله فأخبر زوجته الخبر، فأخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها بدت من جوفها لؤلؤة، فدعت زوجها فأرته إياها فأخذها وانطلق بها إلى السوق فباعها بعشرين ألف درهم، و انصرف إلى منزله بالمال فوضعه فإذا سائل يدق الباب، و يقول يا أهل الدار تصدّقوا رحمكم الله على المسكين..!
فقال له الرجل ادخل فدخل فقال: له خذ أحد الكيسين، فأخذ أحدهما و انطلق.
فقالت له امرأته سبحان الله بينما نحن مياسير إذ ذهبت بنصف يسارنا.
فلم يكن ذلك بأسرع من أن دق السائل الباب، فقال له الرجل ادخل فدخل و وضع الكيس في مكانه، ثم قال:
كل هنيئاً مريئاً، إنما أنا ملك من ملائكة ربك إنما أراد ربك أن يبلوك فوجدك شاكرا ثم ذهب.
* المصدر: الكافي (الطبعة الإسلامية) ج8 – ص 385
------------------
1- يكتسب.
2- (ينخر) بالضمّ، مد الصوت في خياشيمه.
3- المحروم المحدود الذي إذا طلب فلا يرزق و هو خلاف المبارك.
4- المحارف- بفتح الراء- هو المحروم اذا طلب فلا يُرزق،وهو خلاف المبارك. النصل: 5- النصل: الغزل قد خرج من المغزل.