Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
تتجه الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا، وواجهاتها السياسية في الخارج، نحو الطريق المجهول، بعد أن كانت تحلم بالتقدم العسكري المسنود سياسياً من أطراف اقليمية ودولية، مما يسرّع في عملية تغيير النظام السياسي القائم في سوريا.
على الصعيد الميداني، تعرضت هذه الجماعات بما يشبه الصفعة القوية، بقيام افراد لها بأعمال وحشية، أحرجت الرأي العام الغربي، قبل الجماعات السياسية المعارضة، منها؛ إقدام أحد قادة «كتائب الفاروق» بالتمثيل بجثة جندي سوري وتصويره، وبثّ مقاطع الفيديو على النت، ليرَ العالم، كيف أن هذا الإرهابي يشق صدر الجندي المغدور ويستخرج ما تظهره الكاميرا أنه أشبه بقطعة من الكبد، ويلوح بها بأنه مستعد لأكلها..!!
وأخيراً - وليس آخراً- بث لقطات من عملية إعدام جماعي ينفذه أحد عناصر ما يسمى بـ»جيش النصرة». وكرد فعل سريع على هذا العمل، أعلن مجلس الأمن الدولي إدراج هذه الجماعة، ضمن قائمة المنظمات الارهابية في العالم.
أما على الصعيد السياسي، فان الوضع ليس بأفضل منه، رغم الابتعاد عن ساحة المواجهة المباشرة، لكن يبدو ان الجماعات الارهابية والتكفيرية المتطرفة، لن تترك السياسيين يفعلون ما يشاؤون من ورائهم.
فقد طالبت هذه الجماعات من «الائتلاف الوطني السوري» حصولها على نصف المقاعد، وحذروا من أن هذا الائتلاف «لن تكون شرعية بدون تمثيل قويّ للمقاتلين»!
كل هذا يأتي متزامناً مع محاولات دفع قوية من أطراف غربية، لتعزيز الموقف في الميدانين العسكري والسياسي.
لكن دون جدوى، فبعد إعلان الاتحاد الاوربي قراره برفع الحظر عن توريد السلاح الى الجماعات الارهابية.
والإبقاء الحظر على النظام السوري، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» أنه يشترط الحضور في مؤتمر السلام الدولي الخاص بسوريا في جنيف هذا الشهر، بحصوله على ضمانات برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية بنسف المؤتمر بعد تقديمها شرطاً «غير قابل للتحقيق»، وعبر لافروف خلال مؤتمر صحافي عن اعتقاده بأن «الائتلاف الوطني» والجهات الإقليمية الراعية له، يسعي إلى منع بدء العملية السياسية والحصول على تدخل عسكري.
وبالنسبة للدور الروسي، فانه الى جانب المساعي الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها موسكو لتعزيز الموقف السوري أمام الغرب، تقوم بتحركات عسكرية للحفاظ على توازن القوة بين سوريا والتحديات الماحقة التي تواجهها لاسيما من جانب الكيان الصهيوني.
إذ بات من المؤكد أن سوريا تسلمت أول شحنة من صواريخ مضادة للطائرات عالية الدقة من طراز (اس اس 300)، بعد تعرض العاصمة السورية دمشق لقصف جوي من المقاتلات الاسرائيلية.
ومع توارد الأنباء عن ابتعاد الجماعات الارهابية عن تحقيق نصر عسكري أو تقدم على الأرض خلال المواجهات اليومية، والاكتفاء بالاحتماء بالمناطق السكنية لمواجهة القوات النظامية.
لاسيما في مدينة «القصير» القريبة من مدينة حمص، والتي تُعد المنطقة الاكثر سخونة على الخارطة السورية حالياً. فان الحكومة السورية ترى نفسها أنها بعيدة عن عنق الزجاجة، بعكس ما كما كانت تصور بعض القنوات الفضائية العربية، ومعها الاعلام الغربي المتضامن، ومن خلفها باريس ولندن وواشنطن، وفي مقابل هذا التماسك السياسي والعسكري، تلاحظ هذه العواصم التشرذم والتقاطع بين الجماعات الارهابية، وبين الجماعات السياسية التي لا تخفي كرهها لمن تصفهم بـ "الإسلاميين".