دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي - دام ظله- الخطباء والكتاب والمفكرين في العراق والدول الاسلامية والعالم الى توجيه المجتمعات نحو ثقافة القرآن الكريم التي تدعو الى الوحدة والسلام ونبذ الطائفية والعنف، مشيراً إلى إن الثقافات الدخيلة مليئة بالشوائب والأفكار الجاهلية التي تتبناها أبواق الشياطين والإعلام الفاسد المضلل. وخلال درس التفسير اليومي الذي يلقيه سماحته على جمع من العلماء وطلبة الحوزة العلمية بمدينة كربلاء المقدسة، أوضح سماحته أن هناك جهات وأيادي خبيثة ترعى المشروع الصهيوني الذي يهدف الى تمزيق الأمة الإسلامية وتفريقها عبر بث الأفكار الباطلة والدخيلة التي تدفع بالمجتمعات الإسلامية الى الاقتتال والطائفية، مؤكداً ان المسلمين اذا فقدوا ما يميز لهم بين الحق والباطل وبين التخلف والتحضر فلن يكون هناك ربيع عربي وحرية مطلقاً.
وفي هذا السياق قال سماحته: أن الشعب العراقي يملك قدرة كبيرة على تحمل الصعاب والمحن وتجاوزها، و لذا فهو شعب يستحق الحياة، داعياً المسؤولين والسياسيين الى أن أن يكونوا بمستوى هذا الشعب و تحقيق طموحاته. وأكد إن ركائز القوة لدى الشعب كبيرة ومتجذرة الى حد انه استطاع أن يتحمل مصاعب الاحتلال وما سبقه من كوارث الحروب والبطش، وما لحقه من ارهاب وتدمير، مبيناً أن هذه الركائز تتمثل بـ»تماسك الشعب العراقي و وتاريخه المشرف وعشائره العريقة، وقبل وبعد كل ذلك بولايته لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله، لما لها من عمق التأثير و قدرة التحدي والاستقامة، وكل تلك العوامل جعلت من الشعب العراقي صابراً ثابتاً في وجه كل ما مر به من ويلات ومآسي ولم يتأوه ويجزع ولم ينكسر و ينهزم، بل أن حسرة التألم بقيت تنهش قلوب الأعداء الذين كانوا ينتظرون من العراقيين الانهزام والتراجع والدمار».
