Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
تتساءل الكثير عن سبب عدم تأجيل التصويت على الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي، أسوة بقضايا عديدة أجلها البرلمان، وليس أقلها الموازنة الاتحادية التي تركت العراق طيلة ثمانية أشهر من دون ميزانية، هذا في وقت ما تزال صدمة «سبايكر» تخيم على النفوس، حيث ما تزال عوائل وذوو المغدورين في المجزرة الرهيبة، لم يحصلوا على أي معلومة دقيقة من البرلمان او من المسؤولين المعنيين تخفف من وطأة الصدمة وتطيب خاطرهم، من قبيل إدانة المسؤولين عن الجريمة، او على الاقل العثور على بعض جثامين المغدورين. بمعنى أن (1700) جثة انسان، او ربما أكثر من ذلك بكثير، ما تزال مفقودة وبعيدة عن الانظار!
مجلس نواب الشعب عقد جلســــــة خاصة ببغداد لمناقشة مجزرة ســـــــبايكر، بحضور وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي وقائد عمليات صلاح الدين الفريق علي الفريجي، والناطق الرسمي عن القائد العام للقوات المسلحة،الفريق قاسم عطا، فيما غاب القائد العام نفسه عن حضور الجلسة لاسباب غير معروفة..! وقد تحدث الجميع عن كل شيء، إلا عن شيء واحد؛ المسؤول عن الجريمة.
هنالك مفارقة مثيرة حقاً في مجلس النواب في أدائه مع قضايا الشعب المصيرية.. بالنسبة للتشكيلة الوزارية، فان ثمة حرصاً شديداً على الالتزام بالموعد المقرر والدستوري وهو العاشر من هذا الشهر، وأن لا يتأخروا على ذلك، فيما تم غلق ملف «سبايكر» بشكل ملفت وعدم خروج النواب بنتيجة مرضية للشعب، ومن أهم النتائج في هذه الجلسة خروج الفريق الفريجي من الجلسة في حالة انزعاج لما آلت اليه مجريات التحقيق والاسئلة التي ربما ذهبت الى زوايا حرجة، تحرج الكثير من القادة والمسؤولين!
لنطالع باختصار مداخلات النــــــواب والمسـتجوبين في قضية «سبايكر».. فقد طالــــــب وزيــــــر الدفاع وكالة في ردوده، المجلس بتشريع ضوابط جديدة للجيش! فيما طالب النائب باقر جبر الزبيدي بحجز الضباط الذين يشملهم التحقيق بشان القضية والعمل الجاد لمنح حقوق الشهداء والتحرك عشائريا لحل المشكلة! من جانبه لفت النائب بهاء الاعرجي الى ان المؤسسة الامنية في محل اتهام من قبل الاهالي و اعلان اسماء الضباط المتهمين بالقضية سيسهم بابعاد اصابع الاتهام عنها! وتساءل النائب صالح الحسناوي عن سبب صمت الاجهزة الامنية والعسكرية عن تناول القضية لمدة طويلة ومدى صحة وجود أحياء من ضحايا قاعدة سبايكر. فيما اشار النائب ظافر العاني، ان اغلب الضحايا من صغار الســـــــــن ومتطوعون جدد فيما لم تتم معرفة طريقة تسرب الضباط، معبرا عن قناعته بعدم وجود تقييم ناجح لحجم المعلومات الموجودة لدى السلطات المختصة عن القضية! واقترح النائب عادل الشرشاب تشكيل قوة خاصة لانقاذ ضحايا قاعدة سبايكر ومعاقبة الجناة! بدوره دعا النائب موفق الربيعي الى الابتعاد عن القاء اللوم على القوات الامنية مع الاقرار باصابة القوات الامنية بنكسة مما يتطلب معرفة الجاني الحقيقي!ويصر القادة العسكريون على عدم مسؤوليتهم عن المجزرة - الجريمة، فقد اتفقت كلمتهم في البرلمان على أن قاعدة «سبايكر» لم تكن قد وقعت بيد «داعش»، ولا أوامر من ضباط بخروج المتطوعين خارج القاعدة، بل هناك لوم غير مباشر لهم بأنهم خرجوا بشكل عشوائي دون موافقة المسؤولين..!
وبالرغم من أن الفريق عطا، قال في جلسة البرلمان أن نصف الحقيقة يكمن في مدينة تكريت عندما يتم تحريرها، إلا أن الحقيقة تبقى خلف ستار سميك ليس من السهل ازالته في هذه الفترة على الاقل.. ولذا يفضّل الساسة المضي قدماً في تقسيم الحقائب الوزارية على الكتل البرلمانية، علّها تخرج بانجاز امام الشعب العراقي.