A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - «صرامة» مع الغير.. و منتهى «اللّيونة» مع الذات

«صرامة» مع الغير.. و منتهى «اللّيونة» مع الذات
كتبه: نعمان التميمي
حرر في: 2014/09/14
القراءات: 1667

قد يرى البعض أن السؤال التالي لا يمكن أن ينطبق بصورة أكبر وأكثر وضوحاً على دولة أخرى، مثلما ينطبق على العراق.

 والسؤال هو: لماذا يفشل اكثر الممسكين بتلابيب السلطة ومن يحتلون مناصب عليا، في  تطبيق القوانين التي ينادون بها، و اتباع القواعد الأخلاقية ذاتها التي يروجون لها؟!

 ومرى أخرى قد يتصور العراقي انه الوحيد الذي يدور في خلده هذا السؤال المحيّر، نظراً لما عاناه ولمسه، طوال عقود من حياته وحتى هذه الساعة، من قبل طواقم الحكم والساسة، التي تتعاقب عليه، بكل اصنافها واشكالها.

 والحقيقة أن هذا الداء تعاني منه جميع الدول والمجتمعات، ولكن ليس بالصورة الفاقعة لدينا !

دراسة علمية جديدة في هذا المضمون، أجابت على السؤال، ووجدت أن السلطة «تولّد النفاق» وتجعل الناس"المسؤولين" أكثر صرامة حيال تصرفات الآخرين وأكثر ليونة مع الذات.

وقال العلماء القائمون على البحث من كلية «كيلوغ» في جامعة نورثويسترن الامريكية:

«حسب دراستنا؛ السلطة والنفوذ قد يؤديان إلى انفصال تام بين الحكم العام والسلوك الخاص، ونتيجة لذلك فإن الأقوياء أكثر صرامة مع الآخرين وأكثر تساهلاً تجاه تصرفاتهم الخاصة». وخلصت الدراسة إلى نتائجها بمحاكاة الخيارات الأخلاقية التي يتخذها أشخاص نافذون، جرى إيكال أدوارهم إلى المشاركين فيها، بعضهم مثل دور «رئيس الوزراء» وآخرون كـ «موظفين حكوميين»، ثم طلب الباحثون منهم التعامل مع مسائل أخلاقية تتصل بقضايا متعلقة بقواعد المرور والضرائب وممتلكات مسروقة. وأظهرت التجارب المختلفة أن أولئك الذين يحتلون «أكثر الوظائف نفوذاً هم الأكثر نفاقاً في تصرفاتهم الشخصية وأشد صرامة عند الحكم على الآخرين». أما الفئة الأقل نفوذاً فكانت الأكثر حزماً مع النفس عن الآخرين، وهي ظاهرة أطلق عليها معدوا الدراسة «هايبركريسي».

ويقول البروفيسور «آدم غالنسكي»، أحد معدّي الدراسة: «في نهاية المطاف أنماط النفاق، والهايبركريسي، تكرس اللامساواة الاجتماعية، الأقوياء يفرضون القواعد والقيود على الآخرين بينما يتجاهلون هذه القيود على أنفسهم، في حين يتعاون الضعفاء على تناسخ عدم المساواة الاجتماعية لأنهم لا يشعرون بالاستحقاق ذاته».

ما أرقّ و"ألين" حكامنا والمسؤولون في بلدنا و بلدان  هذه المنطقة التي تعاني منذ دهور من «الصرامة» مع الغير، ومنتهى «اللّيونة» مع الذات..! 


ارسل لصديق