Severity: Warning
Message: Creating default object from empty value
Filename: libraries/lib_posts.php
Line Number: 40
قال سماحة المرجع المدرسي - دام ظله- إن «الإسلام رسالة الرحمة و السلام العالمي وما يتم باسمه من قبل التكفيريين ومن يقف ورائهم، لا يمتّ للدين بصلة، وهدفه تشويه صورة الدين الحنيف وقيمه الربانية». و اضاف سماحته: «أن علينا أن نعتبر مما يجري من حولنا، وعلى العقلاء والحكماء في الامة مد جسور العلاقات، والعمل لنبذ خطاب الكراهية والدعوة بالقول الطيب، و روح المحبة وتحسس الخطر المشترك وما يتهدد الأمة من خطر الإرهاب».
و أوضح سماحته خلال درس التدبر القرآني، بحضور جمع من العلماء والشخصيات من داخل وخارج البلاد: إن «ما يتنازع الشباب في المنطقة من ضياع في قبضة الإرهاب وضلال في مهب التيارات المنحرفة، يعود الى احد اسبابه الرئيسية في مواقف وفتاوى بعض المتلبسين بالدين، وايضاً الى كسل وسكوت باقي علماء السنّة في بلدانهم مما خلق ترهلاً وتشويشاً سهّل اجتياح هذه التيارات لعقول شباب الأمة».
من جانب آخر اكد سماحته إن «الإنسان الذي يظن أن الإمهال، إههمال، وأنه لم ولن يُفتتن وأن الحياة تسير كما يرام حسب رغباته وتمنتياته ولا حاجة لتخطيط ومراجعة واستعداد، فأنه يفاجأ و يقع في الازمات فاذا به يُفاجأ بـ «داعش» وحروب وفتن ومخاطر وما إلى ذلك... و للاسف الشديد ان مجتمعات الامة ومعظم قياداتها السياسية وغيرها، تصرف وتبدد المزيد من الوقت والجهد والتفكير في أمور ثانوية وهامشية، بينما تترك القضايا الهامة والإستراتيجية للظنون والتمنيات، وهكذا تجد في مجتمعاتنا هناك من يسأل عن قضايا كالجن والتاريخ والمستقبل، وعما لا يعنيه بينما يدع القضايا الرئيسية للظنون والتمنيات ولا يفكر بمصيره، وبما يبني ويطوّر حياته».
واضاف سماحته: «ان على الإنسان أن يحصل على اليقين في أموره الاستراتيجية وفي القضايا الهامة في حياته ومن عوامل الحصول على اليقين والوصول إلى الحقيقة؛ دراسة التاريخ والحياة وما حوله من وقائع يومية. فالذي يتأمل ما حوله ويعتبر به، يصل للحقائق بشكل مباشر، ولمواجهة ومعالجة المخاطر والتحديات، على الإنسان الحذر من الابتلاء بخداع الذات و محاولة إيهام النفس عبر أحلام اليقظة التي تقوم بدور رئيسي في حجب الإنسان عن الحقيقة». وختم سماحته بالقول: "ان سنن الله تعالى حاكمة في الكون والحياة وعلى الإنسان لكي ينجح في امتحان الحياة و ابتلاءاتها و ازماتها، أن يعي ويتكيّف مع هذه السنن ويدع الطغيان والمكابرة على الواقع، بسبب غروره بما لديه من قوة ومال او علم، فيظن أنه يستطيع أن ينفلت من هذه السنن".