A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - آية الله الشيخ النمر على خُطى الحسين (عليه السلام)

آية الله الشيخ النمر على خُطى الحسين (عليه السلام)
كتبه: هيأة التحرير
حرر في: 2014/11/29
القراءات: 2412

* مقدمة

عرفناه مؤمناً ومجاهداً منذ نعومة أظفاره، يحبّ الخير لغيره كما يحبّه لنفسه، ويكره له ما يكره لها، يميل الى الجهاد ضد الطاغوت والعبودية واستغلال الانسان لأخيه الانسان، فكان يتحرّق قلبه ألماً على المظلوم، كما تتحرق أُمٌّ على وليدها المأخوذ منها غصبا، وكان شعاره دائماً قول سيد الشهداء الإمام الحسين ابن علي، عليهما السلام: ﴿هيهات منّا الذّلّة فكان أبيّا يسترخص كل شيء من اجل كلمة الحق، ولا يبالي بعد ذلك أ وقع على الموت أم وقع الموت عليه.

وعندما تسمعه يصرخ بكلمة الحق بوجه نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، في خطب الجمعة التي كان يلقيها في بلدة «العوّامية» في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية، غير مبال بمخاطر فعله الرسالي هذا، فلا تستغرب منه هذا الفعل الحسيني المسؤول، ولا تتفاجأ بمواقفه تلك، لانه كان يؤمن إيماناً مطلقاً بان فعلاً أمويّاً تمارسه سلطات آل سعود ضد الشعب الأعزل، لا ينبغي ان يواجه إلا بفعلٍ حسيني يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه، ولذلك أبى الاستسلام للسلطات الظالمة، التي فشلت في اعتقاله إلا وهو مضرّج بدمائه الطاهرة بعد مطاردة إرهابية «أمنية»، أطلق عليه خلالها جلاوزة النظام القبلي النار لتصيبه فيعتقلوه.

إنه سماحة الفقيه المجاهد آية الله الشيخ نمر باقر آل نمر. هذه الشخصية التي تعرضت وتتعرض لأبشع أنواع الاستفزاز والظلم والاضطهاد. وفي هذا الملف الخاص، تأخذ «الهدى» على عاتقها تسليط الضوء على هذه الشخصية الرسالية الفذّة، التي تعد حقاً نموذجاً للقيادة الجماهيرية، وذلك من خلال طرح نبذة من افكاره وتوجهاته ورؤاه في علمية التغيير والاصلاح، بما يكشف حقيقة هذه الشخصية التي طالما حاول الاعلام المأجور أن يحددها في إطار «الطائفية»، ويخرجها من بعدها الاجتماعي والثقافي والحضاري.

 

* نشأته:

ولد سماحة آية الله الشيخ نمر باقر النمر عام 1379 هـ / 1959م، بمنطقة العوامية، إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية.

ينتمي سماحته إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم آية الله العظمى الشيخ محمد بن ناصر آل نمر - قدس سره- وحجة الإسلام الشيخ حسن بن ناصر آل نمر، والأديب الشاعر محمد حسن آل نمر، (رائد القصة القصيرة بالقطيف ورئيس تحرير جريدة البهلول بالعراق)، وسماحة الشيخ عبد الحسين آل نمر، (أحد تلاميذ الشيخ محمد بن نمر).

وينتمي سماحته الى مجموعة من الخطباء الحسينيين، كجده من أبيه: الحاج علي بن ناصر آل نمر المدفون إلى جانب أخيه آية الله الشيخ محمد بن نمر بمقبرة العوامية، والملا عبد الله بن حسين آل نمر وغيرهم من الشخصيات المرموقة.

أما نسبه لأمه فيعود للشخصية العوامية البارزة الحاج الوجيه سلمان محمد الفرج المعروف باسم «سلمان الشيوخ»، الذي اشتهر بكرمه ووقفه للأرض الزراعية الكبيرة بالعوامية «الرامس»، لعموم أهالي العوامية».

 

* الحالة الاجتماعية

له الأبناء ابن واحد وثلاث بنات، وقد وافت المنية زوجته بعد معاناة مع مرض عضال، فيما كان سماحته معتقلاً في سجن بالرياض عام 1433هـ.

 

* مكانته ومشواره العلمي

بدأ سماحته دراسته النظامية في مدينة العوامية، إلى أن انتهى إلى المرحلة الثانوية؛ ثم هاجر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، طلباً للعلوم الدينية، عام 1400 هـ - 1980م، فالتحق بحوزة الإمام القائم، عجل الله فرجه، العلمية في العاصمة طهران، التي تأسست على يد سماحة المرجع المُدرّسي - دام ظله- في ذات العام، والتي انتقلت بعد قرابة العشر سنوات إلى منطقة السيدة زينب، عليها السلام، بسوريا. وقد أتمّ سماحته فيها دراسة الأصول والفقه، فأتمّ في علم الأصول؛ أصول المظفر، ورسائل الشيخ الأنصاري والكفاية، للآخوند الخراساني، وأتمّ في الفقه: اللمعة الدمشقية للشهيد الأول، وجامع المدارك للخوانساري، والمكاسب للشيخ الأنصاري، ومستمسك العروة الوثقى للسيد الحكيم، وغيرها من الكتب الفقهية.

 وقد حضر دروس وأبحاث أبرز أساتذة حوزة الإمام القائم، عجل الله فرجه، وغيرها؛ وكان من ابرز اساتذته سماحة المرجع السيد المُدرّسي - دام ظله-. وسماحة آية الله السيد عباس المدرسي في سوريا. وعند سماحة آية الله الخاقاني في سوريا، وسماحة آية الله الشيخ صاحب الصادق في طهران. وسماحة العلامة الحجة الشيخ وحيد الأفغاني - قدس سره-.

وقد بلغ سماحته مرتبة «الاجتهاد»، وإضافة إلى مرتبته العلمية المرموقة فإنه لم ينقطع عن ممارسة مسؤولياته التربوية والتثقيفية والاجتماعية، مازجاً بذلك بين العلم والعمل.

ويعد سماحته من خيرة اساتذة الحوزة العلمية، حيث قام بتدريس المقدمات للعديد من الطلبة في الحلقة العلمية، ومن ثم بدأ بتدريس السطوح، والمكاسب، والرسائل، والكفاية، كما قام بتدريس كتاب اللمعة الدمشقية، مرات عديدة في إيران وسوريا، كما ودرّس كتاب جامع المدارك، ومستمسك العروة الوثقى، والحلقات للسيد محمد باقر الصدر، وغيرها من الدروس الحوزوية.

 تخرجت على يديه ثلة من العلماء الأفاضل الذين مارسوا ويمارسون الأدوار الدينية والاجتماعية والقيادية في مجتمعاتهم.

 وتولى سماحته، إدارة حوزة الإمام القائم -عجل الله فرجه- بطهران وسوريا لعدة سنوات، وكان من أعمدتها وإدارييها المتميزين، وساهم مع زملائه العلماء في تطويرها وتقدمها.

 

* نشاطاته ومشاريعه

لسماحة الشيخ النمر، العديد من النشاطات والمشاريع التي أثرى بها الساحة المحلية والإقليمية بالذات، وكان لبعضها تأثيرٌ ملحوظٌ على المستوى الديني والفكري والاجتماعي والسياسي؛ حيث أسهم وبشكل فاعل في تقوية المدّ الديني والرسالي في المنطقة، وبالذات في مدينة العوامية، فقد عمل على تبني عدة نشاطات ساهمت في خلق الوعي الديني والرشد الفكري، منها: 

1- إحياء دور المساجد؛ ومن ضمنها جامع الإمام الحسين ،عليه السلام، بحي الزارة في العوامية، وبعد أن كان المسجد مهجوراً أصبح متميزاً في نشاطاته وفعالياته، والذي سمي بعد توسعته بجامع الإمام الحسين، عليه السلام، وكان ذلك بفضل الجهود التي كان يبذلها سماحته.

 2- صلاة الجماعة. فقد سعى سماحته لنشر وتكريس ثقافة صلاة الجماعة، فكان يحرص على إقامتها في جميع الفرائض بما فيها صلاة الفجر التي يتثاقل الناس عنها -عادة- وقد ساهمت توجيهاته إلى إقبال شريحة من المجتمع على صلاة الجماعة لاسيما من فئة الشباب، وكان يدفع هذا الأمر بقوة من خلال تحركه وكلماته، كما أنه قام بإشراك المرأة في الصلاة بالحضور والتواجد الفاعل، في الوقت الذي لم يكن لها موقعٌ في مساجد المنطقة، إلى أن أصبح وجودها أمراً واقعاً بعد أن كان مرفوضاً من عدة شرائح دينية واجتماعية بداوعٍ عرفية.

3- صلاة الجمعة. فقد بادر آية الله النمر، لإقامة صلاة الجمعة منذ عام 1424 هـ- 2003م، بمدينة العوامية، بعد أن كانت الظروف المحيطة تعوق دون إقامتها سوى من صلاة واحدة تقام في مدينة سيهات من قبل مقلدي آية الله العظمى الشيخ حسين العصفور - قدس سره-، فكان لسماحته الفضل في تكثيفها في المشهد الديني في مدينة القطيف، حيث أقيمت بعدها في مدن صفوى وتاروت والقطيف.

4- الإثراء الفكري. كان لآية الله النمر، دورٌ في إثراء وتغذية الساحة الإسلامية بالكثير من المحاضرات الرسالية المتنوعة والتي تربو على (2000) محاضرة، توزعت بين خطب جمعة وكلمات قصيرة وتأملات في أحاديث أهل البيت، عليهم السلام، وندوات وملتقيات عديدة، ولم تكتف في الطرح الداخلي بل كان لها انتشار كبير في الداخل وخارج المنطقة وقد تميزت بالطرح المتجدد والجريء في العديد من موضوعاتها.

5- المقالات والنشرات. لآية الله النمر أطروحات عديدة، توزعت في مقالاته المتنوعة التي نشرت في المجلات والمطويات ومواقع الانترنت وغيرها، وأيضاً أهتم بشكل خاص بالجيل الشاب عبر إصداره قرابة (30) عدداً من نشرة «الشباب والشبائب» والتي كان يكتبها بنفسه كاملة، تناول فيها مختلف القضايا الدينية والثقافية والسلوكية والاجتماعية بصيغة معاصرة مما يحتاجه الجيل الشاب.

6- مشاركات نشطة وفاعلة في العديد من الأنشطة الدينية والثقافية التي تقام في المنطقة.

7- دور المرأة. فقد سعى جاهداً لتفعيل دور المرأة في المنطقة واستثمار طاقاتها في المجالين الديني والاجتماعي، والعمل على صقل كفاءتها وإبرازها في الوسط النسائي، ابتداءً من المشاركة والحضور في صلاة الجماعة في المسجد، مروراً بالمشاركة في البرامج الدينية المختلفة، وانتهاءً بالمشاركة في قيادة المجتمع، وقد تكلل سعيه بالنجاح حيث تخرّجت من مدرسته ثلّة من الأخوات العالمات الرساليات القادرات على إدارة العمل الديني والمشاركة في الأنشطة خطابة وكتابة وقيادة، فتشكل للمرأة واقع ديني مختلف يتميز بالنشاط والفاعلية والانطلاق.

8- محاربة العرف الاجتماعي والديني الجاهلي والتقاليد البالية. فقد حمل سماحته على عاتقه كسر الآصار والأغلال الاجتماعية السيئة التي تعيق تقدم الإنسان وتحمله أضعاف ما يحتمل، وتحمل في سبيل ذلك مقاطعة بعض الفئات الاجتماعية والدينية له، ومحاولة تشويه الصور التي يرسمها عن البديل الأصيل لتلك الأعراف الخاطئة، ووقف بحزم وصدق أمام التجاوزات التي يقوم بها أدعياء الدين باسم الدين من أجل تصحيح المسار ورفع الغبش والضبابية عن عيون المجتمع.

9- تيسير أمر الزواج، حيث دعا سماحته إلى تقليل التكاليف الباهظة للزواج، لتزويج العزاب والعازبات، وسعى إلى الإقناع باعتماد «مهر الزهراء سلام الله عليها»، بدلاً من المهور المرتفعة الذي يرمي بعوائق الزواج وتكاليفها الباهظة التي تثقل عاتق الشباب، وتحول دون المساهمة في تسهيل أمور الزواج.

10- التعليم الديني. في عام 1422 هـ- 2000م، أنشأ سماحته حوزة دينية، إذ كانت بداية انطلاقتها باسم «المعهد الإسلامي»، وتضم في صفوفها الدراسية الرجال والنساء في قسمين منفصلين، ومن ثم استحداث أقسام أخرى وهي: قسم النشء (بنين و بنات)، والقسم القرآني النسائي، بإدارة وتدريس من طلبة الحوزة وخارجها.

فكان من بركات هذا الإنشاء أن عمم سماحته مجموعة من خيرة الشباب المؤمنين بالعمامة الدينية، وهم يمارسون أدوارهم الدينية في مجالات شتى فيعطون من أوقاتهم وجهدهم خدمة للدين والمجتمع، وتخريج مجموعة من الكتاب والكاتبات من أصحاب القلم الرسالي الموجه، وغير ذلك من الآثار الطيبة والحميدة.

11- الاهتمام بقضية البقيع: نادى وبصوت مدوٍ بقضية بناء مراقد أئمة البقيع التي هُدمت في الثامن من شوال لعام 1344هـ- 1925م، بعد أن غابت هذه القضية عن الساحة الشيعية عقوداً من الزمن، ثم تعالى الصوت الشيعي تدريجياً بعد ذلك يصدع مطالباً بإعادة البناء، حيث ابتدأ النداء عبر مراحل عدة منها:

 - نادى سماحته في عام 1425 هـ- 2004م، بإقامة مهرجان بسيط لإحياء هذا الحدث تحت عنوان: «البقيع حدثٌ مغيب»، وقد تعرض هذا المهرجان لتدخل أمني من قبل السلطات السعودية، مما أدى إلى منع إقامة المهرجان، بعد أن تعرضت الحكومة لضغوط كبيرة وكثيرة من رجالات الوهابية الذين ثارت ثائرتهم بحجة «إقامة شركيات في بلاد التوحيد»! مما سبب ذلك استدعاء سماحة الشيخ من قبل السلطة.

 - نادى سماحته بإقامة المهرجان في العام الذي تلاه تحت عنوان: «البقيع الخطوة الأولى لبنائه، في عام 1426 هـ- 2005م، وقد تعرض أيضاً للمنع من السلطات، مما أنتج عن هذين النداءين مطالبة آخرين في العالم الإسلامي، الحكومة السعودية ببناء قباب البقيع، وقد وعدت الحوزة العلمية في العراق بالتكفّل بتكاليف البناء، وقد جمعت تواقيع (8) ملايين من الشيعة للمطالبة ببناء البقيع.

- تلا ذلك وبإصرار من سماحة الشيخ على إقامة المهرجان، وإحياء الذكرى في عام 1427 هـ- 2006م، فنادى بإقامة مهرجان تحت عنوان: «البقيع قباب ومنائر»، وقد تعرض هذا المهرجان أيضاً للمنع، ولكن الجديد هنا هو؛ أخذ وعد من أحد المسؤولين بالحكومة بإقامة المهرجان أو مطالبته الشرعية لإقامته، وكان من مطالباته له -أي من المسؤول في الدولة- و وعده له، حتى وإن لم يتجاوز كونه حبراً على ورق: «تجويز المطالبة بحقه الشرعي في بناء قبور أئمة البقيع، عليهم السلام، إضافة إلى حذف عبارات من الكتب الدراسية والإعلام الرسمي التي تتهم بناة القبور - وما يرتبط بها- بالشرك».

- في العام الذي تلاه، أي عام 1428 هـ - 2007م، أقام المؤمنون المهرجان، وقد كان الإرباك من رجال الأمن من أن يقام، وقد أقيم برغم المنع له في السنوات التي تليها.

- أنتجت هذه النداءات أن ارتسم ذكر البقيع في أذهان المسلمين حيث خرجت بتوفيق الله في أوربا وأمريكا بعض التجمعات المنظمة في مسيرات سلمية منادية بحق المطالبة ببناء مقبرة البقيع المخربة ومنائرها المهدمة، ومنددة بالعمل المشين لهدم تلك القبب، وكذلك في بعض الدول الإسلامية.

12- توثيق حقوق الطائفة الشيعية: في عام 1428 هـ - 2007م قدم سماحته لنائب أمير المنطقة الشرقية -بعد تجاذبات بينه وبين السلطات- عريضة نموذجية غير مسبوقة تجسد المطالب الشيعية في المملكة، وقد أثنى على هذه المطالب المطلعون والمراقبون وعدها المطلعون نموذجاً شجاعاً وصريحاً وأسلوباً يُقتدى به في المطالبة بالحقوق.

13- تشكيل المعارضة الرشيدة: في خطابٍ جماهيري بليلة العاشر من شهر محرم لعام 1429هـ - 2008م، نادى آية الله النمر بتشكيل «جبهة المعارضة الرشيدة»، والتي من وظيفتها ومسؤولياتها: «معارضة الفساد الاجتماعي والكهنوت الديني والظلم السياسي» الواقع على المواطنين في السعودية.  وغيرها من المشاريع والنشاطات والمواقف العديدة التي أثمرت عن تكوين توجهات وتحركات تعود بركاتها على المجتمع.

هيأة التحرير
 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99


ارسل لصديق