A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - كلمة المرجـع المدرسي في مؤتمر قادة الأديان والمذاهب في العالم

كلمة المرجـع المدرسي في مؤتمر قادة الأديان والمذاهب في العالم
كتبه: هيأة التحرير
حرر في: 2015/01/28
القراءات: 1654

لمزيد من توثيق ما حدث في «دولة  الفاتيكان» في الثاني من شهر كانون الاول 2014، الموافق للعاشر من شهر صفر الخير، ارتأت «الهدى» نشر مقتطفات من الكلمة التاريخية التي ألقاها سماحة المرجع المدرسي في مؤتمر قادة الأديان التي حضرها ممثلون عن قادة الأديان والمذاهب المختلفة في العالم، لبحث «مكافحة العبودية المعاصرة».

ابتدأ سماحته بالآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم، {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبير}. ثم توجه بـ «السلام على آدم و نوح، السلام على ابراهيم و إسماعيل، السلام على إسحاق ويعقوب، السلام على موسى وعيسى، السلام على رسول الله محمد وعلى أهل بيته الطاهرين، السلام على أنبياء الله وعباده الصالحين. 

أيها السادة، زعماء الاديان والمذاهب: أحييكم بتحية الإسلام؛ السلام».

وأردف سماحته بالقول: «لقد خلق الله تعالى الخلق و أودع في ضمير كل واحد منهم عقلاً طبع فيه أسماءه الحسنى وكلماته المباركات، ليرسم له خارطة طريق الى تكامله وسعادته، فالله هو الرحمن الرحيم، وفي ضمير كل انسان بواعث الرحمة، والله هو العزيز الكريم، وفي ضمير كل انسان التطلع الى العزّة والكرامة، والله عظيم متعال، وكل انسان يبحث عن التعالي والتكامل. ومن ابرز نعم ربنا الكرامة، وهو الذي كرّم بني آدم، ومن الكرامة تصدر الحرية، ومن الحرية تنبعث كل صفات الخير».

وأضاف: «وقد حمّل ربنا سبحانه كلماته وأسماءه عباداً صالحين من البشر، هم الرسل والربانيون والاخيار والدعاة اليه، لكي يذكروهم ابداً بتلك الأسماء التي انعكست في ضمائرهم. و أنتم رؤساء الأديان والعلماء تتحملون مسؤولية كبرى وفي أعناقكم أمانة عظمى، لإبلاغ البشر بواجب العودة الى ضمائرهم، وحصانة كرامتهم...».

وأكد سماحته: أن «لا ينبغي لأحد ان يتخذ من الآخرين عبيداً ولا ان يتجاوز على حقوقهم في كثير ولا قليل، بل الانسان خلقُ الله، وكذلك كل موجود حي، لذلك فإن حتى إفساد البيئة او أذى الأحياء يبعد البشر عن ربه كما يبعده عن سعادته».

واضاف سماحته: «ان الفهم الخاطئ للدين سببه الجهالة، فقد فرّق الناس في الدين، فخلقت الحواجز بين اهل الدين، وكانت تلك الحواجز سبباً لضعف تأثيره في الناس، وعلينا اليوم ان نبذل المزيد من الجهد لاختراق هذه الحواجز وجمع الأديان تحت مظلة كلمة سواء، ثم العمل المشترك في سبيل ترسيخ اسماء الله في الأرض والتبشير بحياة أفضل للإنسانية، حياة المحبة والسلام، حياة التكامل والتعاون. فقد قال الله: {قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد الا الله}...».

ثم ثوجه سماحته بالقول: «أيها السادة المجتمعون: ان علينا ان نعمل يداً واحدة لخلاص الناس من الظلم والاستعباد، ومن الفقر والمرض، ومن انتشار اسلحة الدمار الشامل، ومن التباين الفاحش بين طبقات المجتمع البشري، ومن تخريب البيئة، ولأن الدين يتصل بالرب تعالى والرب هو المهيمن على العالم، فاذا قام علماء الدين و المؤمنون من ورائهم بواجبهم هذا فسوف تكون يد الله معهم، وسوف يحققون اهدافهم السامية، ويسهمون في بسط حياة افضل للبشرية، وقد قال ربنا : {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُم‏}.

وأوضح سماحته: إن «ثقافة نبينا نبي الرحمة و أهل بيته الكرام تجسد هذه المعاني السامية، فقد كانت نهضة حفيده الإمام الحسين - أعظم شهيد في التاريخ و صاحب الملحمة الكبرى المقتول ظلما في كربلاء - كانت لأجل التحرر من العبودية بكل أصنافها و أنواعها... و كان أئمة أهل البيت يؤكدون على أن الرب واحد، و الأب واحد، فأي انحراف عن هذا المبدأ يساوق حربا للإنسانية و للضمير».

وفي ختام كلمته، قدم سماحته مجموعة توصيات الى الحاضرين:

1- ادعو الى وحدة دين الله في الارض لخلاص الانسانية من التمزق والعصبيات والحروب، لتكون دعوتنا جميعاً الى الرب لا الى أنفسنا.

2- ادعو الى اختراق الحواجز التي صنعها الجاهلون بين اطياف دين الله الواحد.

3- ادعو لا الى حوار الحضارات فحسب، بل الى تكامل الحضارات والشعوب على اساس المحبة ونبذ الكراهية.

4- ادعو الى ان يقوم رؤساء الاديان الالهية بمبادرات شجاعة لخلاص الانسانية من الفقر والمرض والحرمان ومن سباق التسلح ومن إفساد البيئة، ومن الاستعباد بكل اشكاله.

 5- تشكيل هيئة دائمة معترف بها دولياً على غرار منظمة الـ «اليونيسف» لاجتثاث ظاهرة الرق ثقافياً، ومتابعة المتجاوزين والمجرمين قضائياً.

هيأة التحرير
 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99


ارسل لصديق