اكد سماحة المرجع المُدرّسي - دام ظله- على أن مراقبة ومحاسبة النفس والرجوع عن المعاصي والذنوب والاخطاء بالتوبة، تكون على مستوى الدول والجماعات ولا تقتصر فقط على مستوى الافراد.
و اوضح سماحته في جانب من كلمة له خلال استقباله عدداً من الوفود وطلبة من الحوزات العلمية أن: «التوبة توبتان؛ توبة الانسان الفرد، وتوبة المجتمع، توبةٌ في السلوك الفردي وتوبةٌ في سلوك المجتمع وسلوك الدولة، ولو أن الناس في العالم عرفوا معنى التوبة وتابعوا هذه التوبة لما كان يتقلّب البشر اليوم من أزمةٍ لأخرى ومن مشكلة لأخرى وهم يعيشون على حافة الحروب والأخطار المدمّرة».
وقال سماحته: «هذه أيام أشهر الرحمة؛ شهر رجب الأصبّ وشهر شعبان المعظم، الذي نعيش ايامه، وشهر رمضان المبارك، الذي نرجو الله ان يبلغناه، فرصة امام الامة للإنابة والاستغفار والتوبة الى الله - تعالى- والتضرع والدعاء الى الربّ سبحانه وهو القائل: {قل ما يعبأُ بكم ربي لولا دُعاؤكُم}، فالدعاء، كما جاء في الحديث الشريف: «الدعاء مخُّ العبادة»، فيا أمة الاسلام...! أيها المؤمنون، لا تفوتوا هذه الفرصة الربانية، لابد ان نستغل ساعات هذه الأيام المباركة بالاستغفار والتوبة والدعاء، ومعه الصيام والقيام بإعمال البر والخير والصدقات و بالتعاون بين المؤمنين لتتنزل علينا الرحمة الالهية.
واضاف سماحته ان: «التوبة تعني تصحيح مسار الإنسان، فهو حينما يتحرّك ويتجه ويسلك الطريق الى الله تعالى فإنه يتعرّض لرياح و عواصف هائجة، ولضغوط من شهواته الداخلية، من وساوس الشيطان، ومن ضغوط الحياة، أو حتى من ضغوط السلطات الظالمة الحاكمة عليه.
والى جانب التوبة على مستوى الأفراد. هناك توبة على مستوى الجماعات و الدول أيضاً، فهي تخطئ لأن من يقودها الأفراد المنضوون في حزب او جماعة معينة، فالدول والاحزاب والجماعات ايضا لديهم مراقبة ومحاسبة ومراجعة للنفس والحسابات حين التعرض للفشل والخسارة، فتتم المراجعة والمحاسبة لدراسة القصور والخطأ المرتكب. لذا ينبغي على الدول أن تراجع وتحاسب نفسها. ولكن بعض الدول، وبعض الحكام و الملوك، يأخذهم الغرور والعزة بالإثم، فلا يرعوون، بل تراهم يصرون على موقف وقرار خاطئ اتخذوه.
