A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - التوبة بين القرآن وحديث العترة المباركة

التوبة بين القرآن وحديث العترة المباركة
كتبه: علي حسين الكريطي
حرر في: 2017/09/07
القراءات: 1219

قال تعالى في محكم كتابه المجيد:

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، (سورة البقرة: 222)، وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}، (سورة التوبة: 104).

التوبة هو باب العودة عن أعمال الانسان اختصّ به الله - تبارك وتعالى - فمن أسمائه؛ التواب، وقد جعل التوبة من أجلى مصاديق رحمته التي من أجلها خَلَقَ الخلق، {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، (سورة هود: 119).

وعديد آيات القرآن الكريم تتحدث عن التوبة والرجوع الى ساحة الطاعة والعبادة، كما جاءت التوبة في روايات المعصومين، عليهم السلام، الذين هم كتاب الله الناطق والمترجم له، إذ ان القرآن نزل في بيوتهم المباركة، فنراهم قد ترجموا رحمة الله في قبول التوبة.

قال خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وآله: «ليس شيء أحب الى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة»(1).

وقال الإمام الباقر، عليه السلام: «إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها؛ فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها»(2).

والكثير من الاحاديث المباركة التي تصف عظيم حلم الله وعفوه ورأفته بعباده.

ولتعلم أخي الكريم؛ أن الانسان إذا تاب لا يزيل آثار الذنب عن نفسه فقط، بل ويحل محله نور الطاعة أيضا، ويبدل بالثواب، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، (سورة الفرقان: 70). وهذه المرحلة، او قل البشارة الثانية، بعد بشارة قبول التوبة، وهي ان الله - تعالى- ببركة أوليائه الطاهرين، صلوات الله عليهم، بعد ان يقبل التوبة عن عباده يبدل لهم صفحاتهم السوداء بصفحات مليئة بالنور، ولو استنطقنا الاحاديث الواردة في تفسير قوله تعالى: ﴿... يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ، لوجدنا عظيم بركة ولائنا لآل محمد، صلوات الله عليهم، واليك ايها المحب بشارة تثلج فؤادك باتباعك آل الله الكرام.

عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، عن قول الله عز وجل: {فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً}، قال، عليه السلام: «يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه، لا يطلع على حسابه أحدا من الناس، فيعرفه ذنوبه، حتى إذا أقر بسيئاته، قال الله عز وجل للكتبة بدلوها حسنات، وأظهروها للناس. فيقول الناس حينئذ: ما كان لهذا العبد سيئة واحدة! ثم يأمر الله به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية، وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة»(3).

----------------

(1)- عيون أخبار الرضا: ج2 ص21.

(2)- أصول الكافي: ج2 ص435.

(3)- تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني رحمه الله.


ارسل لصديق