A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - و أتيناكِ -1- و -2-

و أتيناكِ -1- و -2-
كتبه: سماحة آية الله السيد هادي المدرسي
حرر في: 2015/11/24
القراءات: 2429

«هي دار كربٍ وبلاء علينا، وعلى الأمة»

زار سماحة آية الله السيد هادي المدرسي، مدينة كربلاء المقدسة، سراً في زمن الطاغوت، عام 1973م، وأبدى مشاعره هناك في هذه الأبيات:

وأتيناكِ

كما تأتي العصافير إلى العش المُقَفِّلْ

في يدينا زهرة الموتِ

ورجلانا عليها بصمة من ألف دمّلْ

وعلى الخدين آثار اغترابْ

ههنا كان مصلّى للعصافيرِ

وفيها يسكر الآن غرابْ

آه.. من طهر العذابْ

هل نسيناكِ؟

معاذ الله!

هل تنسى السنونوات عنوان الخميلةْ؟

ام ترى ينسى أذان الفجر أوقات الصلاة!

إنني أعشق، لا وجه الصبايا الغيد في أرضك،

بل وجه البطولةْ

هذه دارتنا..

تلك نقوش قد رسمناها على عهد الطفولةْ

هذه مكتبتي..

تلك فراشاتي الجميلةْ

آه ...من حبّي الذي يرفض قانون الكهولةْ

وأتيناكِ..

وكان الليل مجروح الظنونْ

وأتيناكِ..

وكان الوقت في ليل المصيبةْ

وأتيناكِ..

كما يأتي إليك الخاطفون

وتسلقنا الجدار

ودخلنا غرفة النوم

وكانت عندها معشوقة الروح السلبيةْ

فاحتضناها..

شممناها..

وقبّلنا بها كل انحدارْ

نحن كنا العاشقين..

كانت الأرض الحبيبةْ

إني أشعر الآن بأني من هواة ال»كرب»

من أخلص عشّاق ال»بلاء»

ألأنّي من سرايا الانبياء؟

أم لأن الأرض ميعاد جراحات السماء؟

لا يهمّ..

فالذي يعشق لا يسأل عن طعم الجراحات إذا كانت بلون العشق أو لون الشقاء.

كربلاء المقدسة عام 1974.

 

 

وأتيناكِ -2-

بعد سقوط الطاغوت سنة 2003م عاد سماحته إلى مدينته ومسقط رأسه، كربلاء المقدسة، وأفرغ مشاعره في هذه الأبيات:

وأتيناكِ..

كما تأتي إلى الأنهار أسرابُ الحمامْ

وأتيناكِ..

كما يأتي ضيوف الله للأرض الحرامْ

في اشتياق وهيامْ

وأتيناكِ..

وقد أشرقت الشمسُ

وولّت الليالي الحالكاتْ

وأتيناكِ..

كمثل الفاتحينْ

واحتفلنا نصرَ إبن المصطفى

الهادي الأمينْ

ضد من قال: حسين أنت

 وأنا ايضاً حسينْ!

وأتيناكِ..

كما يأتي إليك الوالهونْ

 نلثم الأرضَ

ونستنشق عطراً

لم تغيرّه السنونْ

ودخلنا البيتَ

والبيت خرابْ..

هاجمتنا ذكريات غالياتْ

ههنا كان أبي يقرأ آيات الكتابْ

لم تزل نغمته في أذني

أسمعها من كلّ ذرّات الترابْ

وهنا أمي كانت تذرف الدمع على السبط

صباحاً ومساءْ

كربلاء..

ها لقد عدنا، ولكن

لا أبي عادَ..

ولا أمّي..

ولا قومٌ عزيزٌ

كلّهم ماتوا بأرض الإغترابْ

فأبي فاجأه الموتُ

بعيداً عنكِ، في حال الصلاةْ

ودفنّا أمنّا عند الرضا، عليه السلام،

بعد أن ماتت من الحزن

على السبط وكل الشهداء

واكتشفنا أن هذي الأرض

أرضٌ قد أعدّت لبلاء النبلاء

لو خلت منها جميع النائبات

سوف تبقى كربلاء

أرض كربٍ وبلاءْ

---------------------

• كربلاء المقدسة عام 2003

المصــــــــــدر: كتـــــــــــــــاب «لا شيء يشبه كربلاء»


ارسل لصديق