A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - مؤسسة الإمام أمير المؤمنين «ع» ..

مؤسسة الإمام أمير المؤمنين «ع» ..
مشروع تربوي رسالي وأيادٍ بيضاء لا تُحد
كتبه: عصام حاكم
حرر في: 2012/11/29
القراءات: 4156
حديث لا تنقصه الصراحة في الطرح وستراتيجية العمل الخلاق البعيد عن المسالك الضيقة والمسارات المعوجة، لترسم من هناك فلسفة الانطلاق صوب آفاق العلم والمعرفة، وتمكين الذات الانسانية من أخذ دورها في تصيير النظرية لأن تكون مشروعاً قابلاً للتنفيذ، ومحاكاة الواقع وملامسة جوانبه التطبيقية، وهذا ما حاولنا التوصل اليه في ثنايا تحقيقنا الموجز في الكثير من محطاته، ما بين مرحلة التأسيس والواقع الراهن والمستقبل القادم، خصوصا اذا ما تعلّق الامر بصون وحماية كيان الاسرة المستضعفة المنكوبة بفقدان المعيل، والتي تحتضن – كما شاء لها القدر – اليتيم والأرملة. فيكون الدور أساساً في كفالة اليتيم ومعونة المحتاج ، وهذه الصفات قد تنصف ذات المؤسسة التي نحن اليوم بصدد الحديث عنها، ومعرفة بعض جوانب عملها، وقضايا اخرى قد تتعلق بمصادر تمويلها ومدى حضورها وحجم المستفدين من خدماتها. 
كانت البداية مع سماحة السيد محمد جواد المدرسي نجل آية الله السيد عباس المدرسي، المشرف العام على مؤسسة امير المومنين عليه السلام، الذي رحب بفكرة التحقيق، عادّاً إياها خطوة مكملة لمشروعه الخيري والانساني، لمزيد من تكريس ثقافة الاحسان والتكافل الاجتماعي في المجتمع.. وبدماثة خلقه وقوة منطقه وطرحه الهادئ قال:
 اليتيم ارض خصبة يمكن ان تزرع فيها اشجاراً طيبة يستفيد منها المجتمع، وعلى هذا الاساس تشكلت الفكرة بعد سقوط النظام عام 2003 ولدى عودتنا الى العراق ، فوجدنا في كربلاء المقدسة وحدها ما يقارب خمسة وثلاثين الف يتيم وخمسة عشر الف عائلة مهجرة، فضلاً عن المفقودين الى جانب الاطفال الذين يفتقدون الاب بسبب الطلاق، وهذه الارقام جاءت عن طريق احصائيات اجريناها ضمن جولات قمنا بها واستغرقت ستة اشهر، وكنا بحاجة اليها لتأسيس مشروع ضخم على مساحة واسعة تحت عنوان «مؤسسة لتأهيل الايتام في كربلاء المقدسة».
 وبطبيعة الحال الموضوع له موارد متعددة، فلا يمكن ان نهتم بالقضية التعليمية دون الاهتمام بالقضية الانسانية والمالية، فاليتيم انسان سريع التأثر وحساس، لذا قدمنا الجهد الانساني ابتداءً على الجهد التعليمي، كون طموحنا هو تربية هؤلاء الأيتام, وفي احدى المرات دخلنا احدى البيوت ووجدنا سبعة من الايتام في مرحلة المدرسة، وهم محرومون من التعليم. فكانت البداية من روضة ثم ثانوية الرسول الاعظم التي حققت نجاحاً كبيراً واليوم يدرس فيها 450 طالباً.

رسالتكم الى المجتمع لدعم مشروعكم الانساني

أول من يدعو ويبلغ للأيتام هو القرآن الكريم، ففي خمسة مواضع يحثنا كتابنا المجيد على رعاية الايتام (ولا تحاضّون على طعام المسكين)، فالبعض ربما يقول ليس عندي مال لأقدمه، لكن القرآن يرد عليه.. ألا تتمكن من الكلام والحضّ. ومن اجل ذلك نحن بحاجة الى تنظيم مجتمعنا لان ينضوي تحت مؤسسات انسانية، ونحن اليوم نلاحظ اليهود في العالم متطورين ومكتفين مالياً بل ومسيطرين على مقاليد الكثير من المؤسسات المالية العالمية، لانهم اعتمدوا فكرة المؤسسات، فكل يهودي في العالم عضو في خمس مؤسسات انسانية. ونحن حملة القرآن الكريم واتباع أهل بيت الرسول الاكرم علينا أن نتعاون ونتكاتف لدعم هذه الشريحة المظلومة. ثم ان العالم اليوم، هو عالم مؤسسات ومن لا يستطيع ان ينفق لليتيم، ليسهم في العمل من خلال المؤسسات الموجودة، وهناك من يعمل في العراق في هذه المؤسسات بأزهد الاجور.. وانا قاصر في ثنائهم، وهم متمسكون بهذا العمل لما يروه من البركة والخير في عملهم الانساني، ويعمل في مؤسستنا حاليا (100) شخص من العراق والدول المجاورة، ليل نهار ودون مقابل لخدمة هذه الشريحة وبدافع إيماني وانساني.
ان القرآن الكريم يدعونا الى إكرام اليتيم، وليس فقط إطعامه وكسوته، تقول الآية الكريمة: «كلا بل تكرمون اليتيم»، وهو معنى سامٍ لم نصل اليه، وكذلك الاهتمام بأم اليتيم، يعد أمراً هاماً جدا، لان الارملة، وهذا ما اكتشفناه، تمثل دين الاطفال ودنياهم، فاذا كانت تقرأ القرآن ومتدينة داخل البيت، ستؤثر في الايتام، لذا تحركنا على هذه الشريحة ايضاً، وكانت البداية تشييد مركز مهني لتعليم الخياطة الى جانب الدورات الثقافية النسوية وإلقاء المحاضرات الدينية والتربوية تقام في المساجد التي شيدها سماحة السيد عباس المدرسي، وقمنا ايضا بتنظيم زيارات جماعية الى الامام الحسين عليه السلام، وكان لزيارة الامام عليه السلام الاثر الكبير على الايتام في نفوسهم وفي سلوكياتهم فقد كان للزيارة دور في تهذيب سلوك اليتيم

لنجعل مساعدة اليتيم ثقافة اجتماعية

يقول القرآن «ذلك الذي يدعّ اليتيم»، أي الذي لا شغل له باليتيم، وانسان كهذا يعده القرآن مكذب بالدين..! لذا فالصلاة والصوم والظاهر الديني ليس معياراً للايمان، إنما مساعدة الايتام وتحمل مسؤوليتهم، هي المصداق.. هناك فتاة صغيرة تحمل اسم (رقية) ذات الثلاث سنوات، وكان اسمها ضمن قوائم الرواتب، وبعد ان ثبت اسمها ضمن قائمة العطاء، اتصلنا بوالدتها لاستلام الراتب الشهري، فكان الجواب مفاجئاً وصاعقاً، إذ شكرتنا الوالدة واعتذرت عن الاستلام، فسألنا عن السبب فأجابت ان (رقية) قد وافاها الأجل و رحلت الى بارئها وهي شاكية ما لاقته من معاناة المرض الذي لازمها طيلة فترة حياتها القصيرة.
ان سنّة النبي تقضي بكفالة اليتيم، حتى المؤذي منه، فكان يقول: إني اكفل اليتيم الذي يؤذيني لاتقرب به الى الله..
 في احدى المناطق دخلنا على امرأة وقد جمعت مجموعة من الايتام في بيتها، وقد وضعت سبورة لتعليمهم القرآن الكريم والاخلاق والآداب ، وذلك بشكل طوعي وهي بادرة خيرة لذا اقترح على كل عائلة أن تكفل يتيماً واحداً وتضمها الى باقي افراد الاسرة، لنتمكن من حل هذه الازمة.

مدارس ومنهج رسالي 

ضمن مشروعنا التربوي بدأنا بتأسيس الروضات عام 2007 كما أسسنا مدرسة أمير المؤمنين الابتدائية، قبل سنتين، ونسعى أن تكون الروضات التسع الموجودة، منطلقاً لدخول مدرسة أمير المؤمنين الابتدائية، وهي مدرسة أهلية، لكن مجاناً للايتام. وهي ان شاء الله تكون مدرسة للنخبة، ونصبّ اهتمامتنا على ان يكون للبرنامج الديني - التعليمي صدى، فليس الكسول من يدخل الى هذا البرنامج، انما المتميزيون الذين يكونوا قادة في المستقبل.
بالنسبة للمنهج، فان وزارة التربية في العراق تسمح لنا باضافة ثلاثة دروس على المنهج الموجود، فأضفنا القرآن الكريم والاحكام الشرعية والتاريخ الاسلامي، لنبين تاريخ ابطالنا وقادتنا، ومن اهدافنا ايضا ان نؤكد للطفل انه كبير تحت رعاية الامام الحسين وأهل البيت (ع).
و بعد الروضة والابتدائية والثانوية، لدينا تواصل مع جامعة اهل البيت لاستيعاب الطلبة ومن لديهم طموحات مختلفة، كما أسسنا مدرسة للعلوم الدينية للايتام تحت اسم (مدرسة امير المؤمنين)، ومدتها سنتان، والى جانب مدرسة امير المؤمنين للبنين، وهناك مدرسة خاصة للبنات.

نظرة على المشاريع التربوية والإنسانية التي تقوم بها المؤسسة

وفي جولتنا على المؤسسات التربوية والانسانية لهذه المؤسسة المعطاء، تبين لنا وجود عدد لا بأس به من المدارس والروضات الهادفة الى نشر وتكريس الثقافة الاسلامية, فقد قامت المؤسسة ببناء دور للايتام الذين لا يملكون ماؤى وتعمل على مساعدتهم من اجل ان يحيوا حياة طبيعية.
1-  في مجال تزويج الشباب قامت المؤسسة بتزويج العديد من الشباب الذين ليس باستطاعتهم توفير متطلبات الزواج مثل غرف الزواج او الملابس او المواد الغذائية او المساعدة المالية للزوج او الزوجة.
2-  في مجال الكفالات والرعاية تقوم المؤسسة بكفالة ما يقارب خمسة آلاف يتيم كفالة مادية ومعنوية من خلال ادخالهم في الروضات والمدارس التابعة لها وتعليمهم وتربيتهم تربية صالحة ودينية على حب واخلاق اهل البيت عليهم السلام.
3-  كذلك هناك دورتان صيفيتان للطلبة على مدار السنة في الفروع والمؤسسات التابعة الى مؤسسة الامام امير المؤمنين في كربلاء لدى المؤسسة العديد من الفروع في داخل وخارج القطر.
4- قامت المؤسسة ببناء ما يقارب خمسة عشر مسجداً في كربلاء المقدسة وفي محافظات اخرى تمت بإشراف مؤسسة إعمار المساجد التابعة لها.
5- قامت مؤسسة الامام امير المومنين عليه السلام بفتح معمل خياطة الغرض منه تعليم الارامل مهنة الخياطة مجاناً حتى تستطيع الام الاعتماد على نفسها وتوفير المعيشة لها ولأولادها وهي في بيتها, يقع المعمل في حي العسكري في مسجد اهل البيت.
 التقينا ايضا بالاخ كفاح عبد الحسن حسان الجابري مسؤول علاقات المؤسسة ليحدثنا 
عن مدرسة الامام امير المؤمنين القرآنية للايتام: حيث قال:
هي إحدى المدارس التابعة الى مؤسسة الامام امير المؤمنين عليه السلام تعمل هذه المدرسة على استقبال الاطفال الذين يتخرجون من روضات مؤسسة الامام امير المؤمنين عليه السلام الخيرية حتى يبقوا تحت رعاية واهتمام المؤسسة ومتابعتها.
 توفر المدرسة كافة مستلزمات التعليم الحديث ووسائل الراحة المتاحة من تبريد الى نقل الى قرطاسية وملبس وتغذية ومساعدات مادية وعينية.
 كما يشرف على التدريس كادر تدريسي متخصص وتحت اشراف مدير ذي خبره طويلة وكفاءة في مجال التدريس, تعمل المدرسة كمؤسسة متكاملة من حيث مساعدة الفقراء والمحتاجين والمساكين كذلك يوجد فيها خلال العطلة الصيفية دورات تقوية مجانية للطلبة في دروس العقائد والفقة والاخلاق والقرآن الكريم
يدرس في المدرسة بالاضافة الى دروس التربية دروس تحفيظ القرآن ودروس الاخلاق ودروس العقائد ودروس الحاسوب وكذلك نوفر للايتام سفرات اسبوعية منها تعليمية ودينية وترفيهية. المدرسة مجازة من وزارة التربية حسب الامر الاداري المرقم 871 في31/7/2011 وموقع المدرسة حاليا في حي الموظفين في كربلاء قرب متوسطة جمانة.
 كما التقينا المسؤول الاعلامي «رائد صباح راشد الماجدي» وقد حدثنا قائلا: بإن عمل المؤسسة يشمل جميع القطاعات الانسانية والحياتية ابتداءً من: 
1- مجال التربية والتعليم.
2- مجال الصحة.
3- مجال المساعدات المادية.
4- مجال البناء.
5- مجال الكفالات والرعاية.
6- ومجالات عديدة اخرى.
اما فيما يخص مجال التربية والتعليم قامت المؤسسة بتأسيس خمس روضات قرآنية ومدرسة وهذه الروضات هي:
1- روضة السيدة رقية عليها السلام/ حي النصر
2- روضة القاسم بن الحسن/ في الجمعية
3- روضة عبد الله بن الحسن/ الحر
4- روضة الزهراء عليها السلام/ حي العسكري
5- روضة الحسيني الصغير/ حي الغدير
6- مدرسة الامام امير المؤمنين/ حي الموظفين
تعمل هذه الروضات والمدارس على تربية وتعليم الايتام تربية دينية وعقائدية على حب اهل البيت وتحفيظ القرآن الكريم ودروس اخرى وقد بلغ عدد الأيتام المنتمين الى الروضات 450 يتيماً ثم بعد ذلك يتخرجون من هذه الرياض الى المدرسة ضمن المتابعة المطلوبة للاعتناء بهم من صغرهم حتى الكبر ليستطيعوا الاعتماد على انفسهم حيث توفر لهم المؤسسة كافة مستلزمات العملية التعليمية من نقل الى قرطاسية الى تدريس وإطعام وإكساء ومساعدات اخرى.
 اما في مجال الصحة والعلاج تقوم المؤسسة بعلاج مجموعة من الايتام والمرضى الذين ليس لديهم الامكانية المادية للعلاج خارج القطر كالهند وإيران وتم علاجهم على حساب المؤسسة.
في مجال المساعدات المادية تقوم المؤسسة بتوفير مساعدات مادية وعينية وتقديم المواد الغذائية والملابس واللحم وكذلك كفالات شهرية حيث تتكفل المؤسسة الان ما يقارب «خمسة آلاف» يتيم وتقوم بمساعدتهم شهريا في جميع المجالات المادية والمعنوية.
كما كان لنا لقاء مع احد الايتام الذين تكفلت مؤسسة امير المؤمنين عليه السلام رعايته وهو «الطفل محمد» الذي قال لنا بأنه ومنذ ثلاث سنوات قد انضم الى قافلة الايتام عندما استشهد والده في الزيارة الاربعينية للامام الحسين عليه السلام وهو الآن ينعم بدفء وحنان الابوة الحقيقية من خلال متابعة ومواصلته الدراسة والتعلم في مؤسسة الامام امير المؤمنين وهي تعنى بالايتام الا اننا في حقيقة الامر نعيش في كنف الرعاية الحسينية حيث الدروس العقائدية والايمانية وان

ارسل لصديق