A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - الشيهد السيد عصام شبر ... العمامة التي تحولت إلى حجاب

الشيهد السيد عصام شبر ... العمامة التي تحولت إلى حجاب
كتبه: مصطفى الصفار
حرر في: 2016/03/24
القراءات: 2689

في إحدى الأيام من سني الثمانينات، وفي مدينة كربلاء المقدسة، وبينما كان شهيدنا يمشي في إحدى الطرقات برفقة بعض أصدقائه المقربين من كبار السن، صادفته امرأة طاعنة في السن تمشي مع فتاة صغيرة يتراوح عمرها حوالي «12سنه»، وكانت مكشوفة الرأس من دون حجاب.

استوقف هذا المنظر الشهيد السيد عصام شبّر، ولم يتمكن من غضّ النظر ومواصلة المسير، فما كان منه إلا أن تقدم الى المرأة وسلّم عليها، وسألها بكل أدب واحترام عن سبب عدم لبس الفتاة للعباءة، فقالت بعد أن اطمأنت منه:

والدها معتقل ولا نملك المال لشراء عباءة لها. علماً أن هذه القصة حصلت في بداية الثمانينات، وكان معظم الناس آنذاك في وضع معيشي صعب.

هنا؛ قام الشهيد بمبادرة غير متوقعة، بنزع عمامته السوداء واقتطاع جزء منها، وأمر المرأة العجوز لتضعها على رأس الفتاة، ثم أخرج مبلغاً من المال ودفعه لها لشراء عباءة للبنت.

تساءل من كان برفقته: سيدنا...! هذا تاج رسول الله، صلى الله عليه وآله، كيف تقطع منه جزءاً؟! فقال - رحمه الله- وما فائدة التاج على رأسي والبنت رأسها مكشوف؟!

 

 الشهيد في سطور

ولد الشهيد السيد عصام شبر ، عام (1367 هـ 1947م) في محافظة البصرة. من عائلة آل شبر المتعارف عليها بالعلم والمعرفة، درس في المدارس الحكومية في البصرة وكان متفوقاً على أقرانه، بعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بكلية الفقه في النجف الأشرف سنة 1966م، وكان - رحمه الله - مثابرا ومتميزا في طلب العلوم والمعارف، ثم تخرج من كلية الفقه بامتياز، سنة 1974.

بعد أن طوى مرحلة المقدمات والسطوح حضر دروس الخارج لدى علماء الحوزة وانهل من فيض علومهم.

وأما نشاطاته؛ فقد اصبح اماماً للمسجد المسمّى باسم نسبه في «البصرة القديمة»، فقد عاش السيد الشهيد الى جانب الفقراء، لم يبخل عليهم يوماً بعلمه وفكره وآرائه السديدة، إذ كان السيد عصام شبّر يقود ركب المجاهدين في البصرة، وأغلبهم من الشباب المثقف كطلبة كلية الطب وغيرها.

حصل الشهيد على وكالة من آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، وآية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر وعلماء آخرين، في مدينة البصرة.

ولذا استقرّ في هذه المدينة الأبيّة وراح يـــؤدي رسالته فـــي التبليـــغ والإرشـــاد الـــديني.

 وكـــانت لــــه أدوار ريـــادية ومؤثـــرة فـــي انتفاضة رجب عام 1399 هـ 1979م.

 

 استشهاده

عندما اشتد طغيان البعث في العراق، كان السيد الشهيد دائم التحذير من المخاطر الكامنة من وراء صعود حزب البعث في السلطة وتحكمه في مصير العباد والبلاد، كما كان يحذرهم من مغبة الانخراط في صفوفه، هذا الموقف، كان بالنسبة لأزلام السلطة آنذاك بمنزلة جرس إنذار يهدد حياتهم، فجاءت الأوامر باعتقاله، وفي أقبية السجون تعرض الشهيد لصنوف من التعذيب الوحشي. أطلق سراحه لفترة من الزمن، لكنه لم يتوقف عن مسيرته الجهادية، ولم تأخذه في الله لومة لائم. فعاد الجلاوزة واعتقلوه مرّة اُخرى عام 1404 هـ 1984م، وتعرّض مرة أخرى للتعذيب الوحشي. ويبدو أن السلطات كانت تخشى السيد الشهيد ولم تشأ التورط مع قاعدته الجماهيرية، فاطلقت سراحه، ولكن دبّرت له طريقة للتخلص منه بصمت، وذلك بخلق حادث مروري مفتعل عام 1986م، عندما دهسته سيارة شحن كبيرة، وقد وجدوا السيد الشهيد، وقد فصل رأسه عن جسده الشريف، وكالمعتاد في حالات كهذه، قُيد الحادث «ضد مجهول». وهكذا نال السيد عصام شبّر وسام الشهادة، بكل فخر واعتزاز، بينما سجّل هذا الحادث وغيره، نقطة سوداء اخرى في سجل الجبن والضعة التي كان عليها النظام البائد أمام معارضيه. وسار هذا البطل، كجده الحسين، عليه السلام، وسقط مخضباً بدمه الذي سيبقى يجري في عروق الأحرار، ويكون هتافاً عالياً بالحرية والكرامة.


ارسل لصديق