A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - فاطمة [ع] النموذج الأسمى في موجهة الظلم

فاطمة [ع] النموذج الأسمى في موجهة الظلم
كتبه: علي داشي الخفاجي
حرر في: 2014/05/11
القراءات: 1429

ان لفاطمة الزهراء "عليها السلام" موقفاً ومبداً وحزناً.

فاطمة "عليها السلام" هي المثل الاعلى، هي قدوة لمن يريد ان يقتدي بها وبالتأكيد ليست كمثل القدوات الأخريات، بل هي قدوة بارزة حيث تمثل لنا بمواقف عديدة وخالدة، فلو تطلعنا إلى تلك المواقف لوجدنا فيها عديداً من الحكم والمواعظ والارشادات، التي بها نكون قد حصلنا على حصن يقين من كل ضربة تريد ان توقع بنا.

ومن كل سلطان جائر وعدو قاهر يريد التربص بنا.

فلنتعلم منها كيف واجهت الجبابرة حين سلبوا نحلتها فدكاً، التي اعطاها اياه أبوها "صلى الله عليه وآله وسلم"ومن خلالها يتبين لنا صفات الجبابرة وكيفية الوقوف امامهم بجدارة كما وقفت مولاتنا فاطمة "عليها السلام".

ان فدكاً هي نحلة اعطاها رسول الله،"صلى الله عليه وآله وسلم" الى فاطمة هدية، والتي ارسلت من قبل الله عز وجل، وهي ارضٌ حصل عليها رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وحده من دون خيل وركاب، ولكن من بعد وفاة رسول الله،"صلى الله عليه وآله وسلم" سلبها من عندها اولئك الظالمون الجاحدون؛ الذين كانوا يدّعون الدين قبل وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ولكن من بعد وفاته انقلبوا رأساً على عقب.

ولكن مولاتنا فاطمة، "عليها السلام" في ذلك الحين قد بينت لنا موقفاً، وذلك الموقف هو وقوفها امام الانحراف من الحق الى الباطل، لتبين للناس حقيقتهم ولكي نأخذ الدروس من عندها وكيفية الوقوف امام الانحرافات التي تخل التوازن.

فحينما طالبتهم مولاتنا "عليها السلام" بفدك كذبوها وقالوا ان الانبياء لا يورثون، فاحضرت لهم أدلة عديدة فكذبوها ورفضوها، ومن تلك الادلة أحضرت دليلاً واضحاً من القرآن الكريم، حيث يقول الله عز وجل: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ. وأيضاً أحضرت دليلاً آخر وهو شهادة علي "عليه السلام"وام ايمن مربية النبي ،"صلى الله عليه وآله وسلم"ولكن مع كل تلك الأدلة الواضحة والمعتبرة لم يعترفوا بها ولم يأخذوا بأمرها، وأصروا على عنادهم ولم يتنازلوا عن إصرارهم حتى وفاتها "عليها السلام".

وفاطمة ، "عليها السلام" قبل موتها كانت غير راضية عن الذي سلب حقها، وكان رضاها يمثل رضا رسول الله ،"صلى الله عليه وآله وسلم"حيث يقول "صلى الله عليه وآله وسلم":  "فاطمةٌ بضعةٌ مني يؤذيني مايؤذيها ويسرني مايسرها ،وان الله تبارك وتعالى يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها".

اذن فلنأخذ درساً بليغاً من هذا الموقف ولنجعله ميزاناً في حياتنا حتى لا يغلب الباطل على الحق وان لا ينتصر الظلم على العدالة.

ونعود ونقول كما قلنا أول مرة إن فاطمة "عليها السلام" هي المبدأ حيث كان يجلها رسول الله، "صلى الله عليه وآله وسلم" ويجعلها بمنزلة الرباط الذي يشد به رسالته ويمسك بها عماد بيته.

ان لفاطمة "عليها السلام" سلسلة طويلة من المناقب والمواقف والتضحيات. فهي لا شبيه لها في النساء. سيدة نساء العالمين، وهي حبيبة الحق وشفيعة الخلق وريحانة رسول الله.

إذن فاطمة "عليها السلام" إمرأة متميزة عن باقي النساء فهي ريحانة رسول الله ،"صلى الله عليه وآله وسلم" ولكن لماذا احزنوها؟ وما الذي دفعهم الى حرق الباب عليها؟ ولماذا كسروا ضلعها واسقطوا جنينها.

ان كل ما فعلوه بفاطمة "عليها السلام" بسبب حب السلطان والحصول على الخلافة حتى يتمكنوا من خلالها وبإسم الاسلام ان يفسدوا في الارض بعــــد اصلاحها.


ارسل لصديق