A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - قراءة في كتاب: فقه الخمس

قراءة في كتاب: فقه الخمس
كتبه: بشير عباس
حرر في: 2013/05/09
القراءات: 1726

إن الفقه الاسلامي الصحيح الذي يستوحي أصوله من منابع الشريعة الحقّة هو أغنى فقه بالأصول والقواعد العامة التي تعطي للحوادث الواقعة أحكامها الصحيحة بحيث لا تختلف بتغير الزمن أو تطور الظروف.

وفي عهد الصادقين عليهما السلام، اشتدت رغبة المؤمنين الى الفقه بعد ارتوائهم من مناهل الائمة عليهم السلام، في المعارف وبلغوا فيها مرحلة اليقين.

وفي ظل الصراع السياسي، والتنافس على الحكم، تفرغ المؤمنون للنشاط الفكري، فكانت الفرصة مؤاتية للأصحاب بتعلم أصول الاستنباط من الأئمة المعصومين، عليهم السلام، مباشرة وقد عَنوا عليهم السلام، بتربيتهم على التفقّه وحثهم على الفتيا، فكانت المرحلة تتسم بجميع الفروع وتكثيرها وتبويبها وردها الى اصول المذهب.

وبعد هذه الفترة تطور الفقه بصورة تدريجية، حتى وصل الى عصر «صاحب الجواهر»، و «النراقي»، و «صاحب الفصول»، الذين نضجت لديهم المسائل الاصولية والفقهية بصورة لم يسبق لها مثيل، كل هذا خدم الفقه الاسلامي خدمة كبيرة.

وانطلاقا من قواعد الدين الاسلامي قام سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي - دام ظله- بمحاولة ترميم تلك النواقص الاسلوبية نحو الاهتمام بالتدبر في القرآن الكريم، حيث استطاع خلال عقدين من الزمن تدوين تدبراته في آيات الذكر الحكيم بعد تدريسها الى ثلّة طيبة من طلاب الحوزة العلمية حتى رأت النور تحت عنوان «من هدى القرآن»، وكان لهذا التحول من الفقه الى القرآن، ما يبرره اذ رأى سماحته بعد مروره بكل مراحل الدراسة الدينية وانفتاحه على العلوم العصرية وتعرفه على قضايا ومتطلبات الحياة المعاصرة، ضرورة تأصيل منهج شمولي في دراسة الفقه.

ويرى سماحته ان هذا المنهج الشمولي يجعل العقل هو رائد المسيرة، فمن خلاله يتم التدبر في كتاب الله والدراية للسنة الشريفة ودراسة الحياة ومتغيراتها. وانطلاقا من نظريته هذه كتب سماحة المرجع المدرسي - دام ظله- موسوعة «التشريع الاسلامي» عشرة أجزاء، حيث سلّط الضوء على جانب من هذا المنهج على الاجزاء الثلاثة الأولى، بينما تضمنت الأجزاء الأخرى تطبيق المنهج على الدراسات الفقهية. ورغم اهتمام سماحته منذ شبابه بالعمل الرسالي وقيادة الساحة في مواجهة التيارات الثقافية والسياسية المنحرفة والعمل على تأصيل المسيرة الاصلاحية الجذرية في الامة، لم يغفل عن الدراسة العلمية الفقهية، ومنذ عام 1385هـ بدأ سماحته الكتابة الاستدلالية في الفقه، وخلال سنوات معدودة، أنجز عدداً من الدراسات الاستدلالية المعمقة منها بحث استدلالي في فقه الصلاة وفقه الزكاة وفقه الخمس وفقه الحج وفقه المعاملات. وبعد عودة سماحته - دام ظله- الى ارض الوطن بعد سقوط الطاغية، واصل تدريس الفقه الاستدلالي «بحث الخارج»، على علماء وطلاب الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة، ومن أهم الكتب التي تم تدريسها حتى الآن هي: الشفعة، و الصلح، والجعالة، ,العارية، والوديعة، والإجارة، والمضاربة، والشركة، والمزارعة، والمساقاة، والضمان، والحوالة، والكفالة، والدين والقرض، والرهن، والحجر، والوكالة، والاقرار، والهبة، والسبق والرماية، والغصب، والوقف، والوصية، والأيمان والنذر، والكفارات، والصيد والذباحة، والاطعمة والاشربة، وإحياء الموات، واللقطة، والعتق، والقضاء، والشهادات، والقصاص، والديات، والارث.

وقد قام مكتب سماحة السيد المرجع المدرسي - دام ظله- باختيار الدراسة الاستدلالية المخطوطة في موضوع الخمس حيث تم طباعة المخطوط وتوثيق النصوص بالمصادر حسب الطبعات الحديثة المتداولة في الاوساط العلمية.

ورغم ان هذه الدراسة الاستدلالية كتبها سماحته بين عامي 1386- 1387هـ (أي قبل حوالي 48عاما) الا انها تتميز بأدب رفيع جذاب وتعبير سهل وجميل، وقد اضاف سماحته كتمهيد للموضوع، بحثاً مفصلاً عن الاحسان والعطاء في القرآن والسنة لارتباط موضوع الخمس بهذه المسألة ارتباطاً جذرياً. كما تمت إضافة مجموعة من الاستفتاءات الجديدة التي وردت الى مكتب المرجعية من المؤمنين حول الخمس، في الباب الثالث من الكتاب، لتعم الفائدة، بضم التفريعات مورد الحاجة الى جانب الاستدلال العلمي.

الكتاب قُسم الى ثلاثة أبواب: الباب الاول؛ تحدث عن الانفاق والاحسان، أي الانفاق في القرآن، والاحسان في القرآن، والصدقات في رحاب الأحاديث، وأما الباب الثاني؛ فتناول دراسة استدلالية في فقه الخمس، فيما يجب فيه الخمس، وفي كيفية قسمته ومستحقيه، و أما في الباب الثالث استفتاءات في فقه الخمس.


ارسل لصديق