A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - سورة الزلزلة

سورة الزلزلة
كتبه: السيد جواد الرضوي
حرر في: 2014/09/13
القراءات: 8383

(بسم الله الرحمن الرحيم)

إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه (8)

هذه الأسئلة طرحناها، فوجدنا إجابتها في موسوعة تفسير «من هدى القرآن» لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي «دام ظله الشريف» وتعميماً للفائدة ننشر، في كل عدد، مجموعة من الأسئلة مع أجوبتها المستوحاة من الموسوعة المذكورة مباشرة

  أين نزلت هذه السورة المباركة؟ ومتى؟ وكم هو عدد آياتها؟ وما هو ترتيبها النزولي وترتيبها في القرآن الكريم؟

- نزلت هذه السورة المباركة في المدينة المنورة بعد سورة الممتحنة المباركة. عدد آياتها (8). ترتيبها النزولي ( 92)،‌وترتيبها في القرآن الكريم (99 ).

 

* فضل السورة

  ما فضل هذه السورة المباركة؟

- وردت روايات كثيرة في فضل هذه السورة المباركة؛ نذكر منها روايتين فقط:

فقد جاء في اصول الكافي باسناده عن أبي عبد الله، عليه السلام، قال: «لا تملوا من قراءة «إذا زلزت الارض زلزالها» فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله - عز وجل - بزلزلة أبدا، ولم يمت بها، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنياحتى يموت، فاذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه، فيقعد عند رأسه، فيقول: يا ملك الموت ! أرفق بولي الله، فانه كان كثيرا ما يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة،وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك الموت: قد أمرني ربي أن اسمع له وأطيع، ولا أُخرج روحه حتى يأمرني بذلك، فاذا أمرني أخرجت روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه، وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج، ثم يشيع روحَه الى الجنة سبعون ألف ملك يبتدرون بها الى الجنة» 

وعن أنس انه سأل النبي، صلى الله عليه وآله، رجلا من أصحابــه، فقال: «يا فلان؛ هلا تزوجت؟ قال: لا؛وليس عندي ما أتزوج به. قال: «أليس معك «قل هو الله أحد»؟» قال: بلى.  قال: «ربع القرآن». قال: أليس معك «قل يا أيها الكافرون»؟ قال: بلى. قال: «ربع القرآن «. قال: «أليس معك «إذا زلزلت»؟ «قال: بلى. قال: «ربع القرآن». ثم قال: «تزوج تزوج تزوج»(1).

 

* الاطار العام

  ماهو الإطار العام لهذه السورة المباركة؟

- سنة الله في الجزاء تتجلى في البصيرة التي تبينها سورة الزلزلة؛ وهي ان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، وان من يعمل مثقال ذرة شرا يره؛ لكي لا يستهين الانسان بأعماله التي تتجسد له يوم القيامة، ذلك اليوم الثقيل الذي تزلزل الارض زلزالها، وتُخرج الارض ما في جوفها من أجساد ومعادن وأجسام مختلفة، وتستبد بالانسان حيرة، ويتساءل: ما لها؟ وترى الناس يصدرون في مذاهب شتى؛ حسب أفعالهم وحسب درجاتهم. هذه البينات هي التي تشكل الإطار العام لهذه السورة المباركة.

 

* زلزال الأرض

  في قوله تعالى: ﴿إذا زلزلت الأرض زلزالها دلالة على أن للأرض- كل الأرض - زلزالا مقدرا لها، فكيف هي صورة ذلك الزلزال؟

- ليست حياتنا الدنيا، التي تملأ أعيننا وقلوبنا بخيرها وشرها، بأنظمتها وأحداثها وظواهرها، سوى ظِلالٍ باهتة  لذلك الحَيَوان (2) العريض الواسع والخالد، وإنما جيء بنا الى هذه الحياة لنستعد ولنتزود، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور.

ونحن في الدنيا نشهد أهوالاً تفزعنا وتكاد تقتلع أفئدتنا؛ ومنها الزلازل العظيمة التي قد تبتلع -في لحظات -مدينة كبيرة بناها الانسان عبر قــرون متماديــة، وإنها - على ذلك - ليست سوى زلزال محدود يضرب ناحية من الارض، فكيف إذا كان شاملا للأرض كلهــا؟! أيُ منظر رهيب، أم أيُ فزع عظيم، أم أيةُ داهية كبرى يكون ذلك الزلزال !

ولعل ضمير «ها» العائد الى الارض يوحي بأن  الزلزال لا يخص منطقة، وانه يكون أشد ما يقع في الارض من زلزال.

 

* أثقال الأرض

  تقول الآية الكريمة: ﴿وأخرجت الأرض أثقالها (3) فما هي الأثقال التي تُخرجها الأرض إثر ذلك الزلزال العظيم الشامل؟ وكيف تُخرجها؟ هل تفور النواة المركزية للكرة الارضية بعوامل غير معروفة لدينا فتهتز القشرة الفوقية للارض هزات عنيفة ومتتالية، ثم تقذف فوقها المواد التي احتبست فيها منذ ملايين السنين؟

- هكذا يبدو من الآيات التي تصرح بأن الارض تلقي أثقالها، وهكذا قال ربنا سبحانه في آية اخرى: ﴿وألقت ما فيها وتخلت (4).

وقال بعضهم: الأثقال هي كنوز الارض ومعادنها، وقال آخرون: بل هي الأموات التي تخرجهم الارض في النفخة الثانية، فاذا هم قيام ينظرون.

ويبدو ان الكلمة تتسع لكل هذه التطبيقات، على ان إخراج المواد الكامنة في مركز الارض أقرب الى ما نعرفه من سبب الزلزال؛ أليس سببه الغازات الارضية المحتبسة في النواة المركزية؟ ألا ترى ان بعض الزلازل يكون مــن البراكين التي تُخرِج المواد الذائبة؟ ويؤيد ذلك ما جاء في حديث: "تقيء الارض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة" (5).

 

* الكل.. يتساءل

  من الذي يستفسر عن زلزال الأرض كما في قوله تعالى: {وقال الإنسان ما لها} هل كل إنسان؟ أم المؤمن؟ أم الكافر؟

- يبقى الانسان حائرا مدهوشا! ماذا حدث للارض حتى تزلزلت، وأخرجت ما في أحشائها؟ ولماذا؟ وما هي الغاية؟

وقال بعضهم: هذا هو الكافر الذي جحد بالآخرة؛ فتساءل مع بروز أشراطها عنها، وقال: ماذا حدث؟ ولكن يبدو ان تلك الحوادث المروعة تحمل كل انسان على التساؤل.

 

* الأخبار الأولى للأرض

  عندما تتحدث الأرض كما في صريح قوله تعالى: ﴿يومئذ تحدث أخبارهاماهي الأخبار الأولى التي تبثها؟

- لن يطول التعجب؛ لان الارض تشرع بالإجابة، مما يشهد بتحول عظيم في عالم الطبيعة، لا يختص بمظاهرها فقط وإنما يجري على طبائعها، فكيف تتحدث الارض، وكيف يلتقط سمع الانسان حديثها، لولا تغيير كبير يحصل فيها !!

وأول خبر تنطق به الارض وبحوادثها أوبلسانها: ان الساعة قد قامت، وأن الدنيا قد أدبرت. ولعل الخبر الثاني لها؛بيان حكمة الفزع الأكبر الذي يجري على ظهرها. أما أهم الأخبار؛فهي شهادتها على أفعال الناس فوق ظهرها. فقد جاء في حديث مــأثــور عــن رسول الله، صلى الله عليه وآله،انه قرأ هذه السورة فقال: «أتــدرون ما أخبارها؟».

قالوا: الله ورسوله اعلم. قال: «فان أخبارها ان تشهد على كل عبد أوأمة بما عمل على ظهرها؛ تقول:عمل يوم كذا كذا وكذا». قال: «هذه أخبارها».(6)

وفي حديث آخر: روي عن رسول الله، صلى الله عليه وآله، أنه قال:

 «حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلاة، فتحفظوا من الارض فإنها أمكم، وليس فيها أحد يعمل خيرا اوشرا إلا وهي مخبرة به»(7).

ولعل الارض تحدث الناس بأخبار أخرى؛ ايضاً.

 

* أوحى لها

  ولكن؛ كيف تتحدث الأرض؟ هل بكلام يُخلق فيها؟ أم بما ينعكس عليها من آثار أعمال الانسان فتظهر- يومئذ-كما الشريط الصوتي أوالمصور؟ أم بان الله يؤتي الانسان ما يلتقط به إشارات الارض؟

- المهم ان الارض تتحدث بإيحاء الله لها؛ وذلك قوله تعالى: ﴿بأن ربك أوحى لها

 

* الحذر من كل شيء

  كيف يصدر الناس يومئذ؟ ولماذا أشتاتا؟ وكيف يرون أعمالهم كما في صريح قوله تعالى: ﴿يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم؟

- يبدو  ان الارض، التي انعكست عليها أقوال الناس وأفعالهم منذ أن عاشوا عليها، تبدأ بإعادة تمثيلها لهم كما الشريط المصور الذي تنعكس عليه صور الحوادث، ثم يعرض علينا لنراها من جديد؛ ولذلك قال ربنا سبحانه: {يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم}.

اننا نعرف كيف تنعكس ذبذبات الصوت على شريط «الكاسيت»، ولكن لا نعرف كيف تنعكس-أيضا- على ذرات التراب التي تحيط بنا. ولعل الانسان يتقدم علميا حتى يبلغ هذا السر في يوم ما، انما علينا - الآن - ان نبقى حذرين من كل شيء محيط بنا؛ فانه يسجل أفعالنا التي تُحفظ الى يوم القيامة لنراها. فأيُّ يوم رهيب ذلك اليوم، حيث يرى الانسان ما عمله خلال حياته محضرا؟!

 ان الانسان قد يرتكب جريمة أو يقترف إثما؛ فيلاحقه ضميره بالتأنيب؛ فيحاول جهده تناسي الأمر حتى لا يصاب بوخز الضمير في ما بينه وبين نفسه؛ فكيف إذا جيء به على رؤوس الأشهاد، وصورت له أفعاله؟! أيُّ خزي يلحق المجرمين في ذلك اليوم، أم أيُّ عار عظيم؟ !

وقالوا عن صدور الناس: نشورهم من قبورهم، وحركتهم باتجاه محكمة الرب، وقيل: انه مستوحى من صدور الإبل من الماء، أما الأشتات فانه يعني متفرقين، وأعظم ما يفرقهم الايمان والكفر؛ فمن آمن اتخذ سبيلا مختلفا عن الكفار، كما قال ربنا سبحانه: ﴿يومئذ يتفرقون.. (8).

وقال بعضهم: بل معنى الأشتات: انهم يصدرون من مقابرهم وهي مبثوثة في أنحاء مختلفة من الارض، كما انهم مختلفون في المذاهب والنحل، ويبعث كل أمة منهم بإمامهم.

 

* الحساب الدقيق

  يبدو من قوله تعالى: ﴿فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره أن الأعمال الصغيرة تتجسد أيضا؛ فما هو مثقال الذرة؟

- نعم؛ ليست الاعمال الكبيرة وحدها التي تتجسد ذلك اليوم، بل حتى أصغر ما يتصوره الانسان من عمل؛ من وسوسة الصدر، حتى لمحة بصر، ونصف كلمة، ونفضة من حركة؛ كلها مسجلة.

وقالوا عن الذرة: انها النملة، اوما يلصق باليد من تراب إذا وضعها على الارض؛ فكل حبةٍ ذرة، اوما يرى في شعاع إذا دخــل من كوة صغيرة، ونقل نص مأثور يقول: «الذرة لا زنة لها» (9).

واليوم؛ حيث عرف البشر الذرة وعرف انها اصغر مما كان يتصوره الأقدمون، فأيُّ حساب دقيق ينتظرنا يومئذ؟ فما لنا نغفل عما يراد بنا؟!

وإذا كانت كل ذرة من خير تؤثر في مصيرنا؛ فعلينا ان نزداد منها أنى استطعنا؛ وإذا كانت كل ذرة من شر نُحاسَب عليها؛ فعلينا ان نتحذر منها؛ولذلك جاء في الحديث المأثور عن رسول الله، صلى الله عليه وآله، أنه قال: «ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه؛ فإن كان محسنا، فيقول: لم لا ازددت إحسانا، وان كان غير ذلك يقول: لم لا نزعت عن المعاصي» (10).

بلى؛ والانسان يزداد حسرة يوم القيامة إذا رأى من أعماله الصالحة مثقال ذرة قد عمله لغير الله كما الكفار والمنافقون، هكذا نقرأ في نــص مأثــــور عن الامام الباقر، عليه السلام، في تفسير قوله: ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال: «ان كان من أهل النار وقد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا، يره يوم القيامة حسرة أنه كان عمله لغير الله» ومن يعمل مثقال ذرة شرا، يره» يقول: «ان كان من أهل الجنة رأى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له» (11).

وجاء في حديث آخر عن الامام الصادق، عليه السلام، أنه قال: «قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: ان العبد ليحبس عن ذنب من ذنوبه مائة عام، وإنه لينظر الى أزواجه في الجنة يتنعمن» (12).

 

* صغائر تنتهي إلى الكبائر

  كيف نجعل هذه الآية المباركة ماثلة أمامنا دائما لتردعنا عن الذنوب؛ كبيرها وصغيرها؟

- اذا وعى الانسان هذه الآية من القرآن كفته وعظا وزكاة وطهرا؛ لأنه سوف يقيس من أفكاره وأقواله وأعماله كل صغيرة وكبيرة، ومَن ضَبَطَ صغائره، هانت عليه الكبائر.

أوليست الكبائر تبدأ بسلسلة من الصغائر؟ أرأيت الذي يزني؛ لا يرتكب الفاحشة إلا بعد ان يوسوس له الشيطان بفكرة الزنا؛ فإذا لم يردع نفسه عنها، فتش عن زانية وسعى اليها، ثم نظر اليها، ثم تحدث معها، ثم لامس وزنى. إنها خطوات متدرجة؛ كل واحدة أنكى من سابقتها، وهي صغائر تنتهي الى كبيرة، أوتصبح بمجموعها كبيرة؛ أليس كذلك؟

من هنا؛ رأى ابن مسعود هذه الآية أحكم آية في القرآن.وروى المطلب بن خطب أن إعرابيا سمع النبي، صلى الله عليه وآله، يقرؤها، فقال: يا رسول الله؛ أمثقال ذرة؟ قال: «نعم». فقال الإعرابي: واسوأتاه مرارا، ثم قام وهو يقولها؛ فقال النبي، صلى الله عليه وآله،: «لقد دخل قلب الإعرابي الايمان» (13).

وروي أن رجلا جاء الى النبي، صلى الله عليه وآله، فقال: علمني مما علمك الله؛ فدفعه الى رجل يعلمه، فعلمه «إذا زلزلت - حتى إذا بلغ - فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره  قال: حسبي؛ فأُخبر النبي، صلى الله عليه وآله، : دعوه فإنه قد فقه»(14).

----------------

(1) تفسير نور الثقلين، ج5، ص647.

(2) الحَيَوان (بالتحريك): الحياة، وهو مصدر «حيَّ». وقوله تعالى: ﴿وإن الآخرة لهي الحيوان أي: ليس فيها إلا حياة مستمرة دائمة خالدة لا موت فيها.

(3) الثِّقَل (بكسر الثاء وفتح القاف): ضد الخفّة. والثَّقَل (بالتحريك): متاع المسافر، وكل شيءٍ نفيسٍ مصون؛ ومنه الحديث: {إني تارك فيكم الثَّقَلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي...}. والقول الثقيل: القرآن؛ وهو الثَّقَل الأكبر، والثَّقَل الأصغر: العترة، عليهم السلام. والثَّقَلان: الإنس والجن. وأثقال الأرض: كنوزها، وموتاها، والذنوب، والأحمال الثقيلة. ومثقال الشيء: مثله. والمثقال الشرعي: عشرون قيراطا.

(4) سورة الإنشقاق، الآية 4.

(5) تفسير القرطبي، ج20،ص147.

(6) تفسير القرطبي، ج20، ص 148.

(7) تفسير - نمونه - نقلا عن مجمع البيان، ج10، ص526.

(8) سورة الروم، الآية 14.

(9) تفسير القرطبي، ج20، ص150.

(10) تفسير القرطبي، ج20، ص150.

(11) تفسير نور الثقلين، ج5، ص651.

(12) تفسير نور الثقلين، ج5، ص651.

(13) تفسير القرطبي، ج20، ص153.

(14) تفسير القرطبي، ج20، ص153.


ارسل لصديق