A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: Creating default object from empty value

Filename: libraries/lib_posts.php

Line Number: 40

مجلة الهدى - سر استقامة الشيعة عبر التاريخ وعدم خضوعهم امام التحديات

سر استقامة الشيعة عبر التاريخ وعدم خضوعهم امام التحديات
كتبه: هيأة التحرير
حرر في: 2015/08/24
القراءات: 1655

أكد سماحة المرجع المدرسي على أن السر في صلابة الشيعة على مر التاريخ الاسلامي، في استقامتهم على النهج الذي جاء به النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله، ولم يحيدوا عنه أبداً.

جاء ذلك خلال درس التدبّر لسماحته حول سورة فُصلت، حيث عزا سماحته «عدم خضوع الشيعة للظروف التي أحاطت بهم، وعدم انكسار شوكتهم امام التحديات، الى استقامتهم وتمسكهم بروح سيدهم سيد الشهداء، الامام الحسين، عليه السلام، فمنه ينتهلون دروس الاستقامة في كل الظروف، ومن ثورته يتعلمون دروس التحدي امام الباطل والتضحية في سبيل الحق».

وقال سماحته، في معرض حديثه عن محور السورة المباركة (فُصلت): أنه «من خلال التدبر في المواضيع المطروحة في هذه السورة، ومن خلال قول بعض من فسّرها، يمكننا القول: ان محور السورة واطارها العام هو»الاستقامة»».

وجاء في حديث سماحته للتفصيل في هذه المسألة بالقول:

«اننا نطلب من الله ان يهدينا الصراط المستقيم عدة مرات يومياً، فالهداية الى الصراط امرٌ والاستقامة على الصراط المستقيم امرٌ آخر. وقد وردت آية الاستقامة في سورة هود، كما حوت سورة فصلت على آيتين في اطار الحديث عن الاستقامة. فما هي الاستقامة وما هي شرائطها ؟ وكيف يمكن للانسان أن يكون مستقيماً؟. إن الاستقامة في حقيقة امرها، هي قمة الكمال التي يجب ان يسعى اليها الانسان، اذ ان الوصول اليها يحتاج الى بذل المرء الجهد وتقديم التضحيات والقيام بصعب الفعال. وللوصول الى هذه القمة، لابد من اقتحام عقباتٍ أربع وتجاوزها وهي:

العقبة الأولى: الإعراض. ويُعد أسوأ مشكلة للانسان تجاه الحقائق الجليّة حيث يقول تعالى : {وَما تَأْتيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضين}. فقد ينغلق قلب الانسان في بعض الاحيان ولا يتصور حينذاك وجود حقيقة سوى ما يعتقد بها هو، واذا كان كذلك لا ينفتح لأي حقيقة اخرى، بل لا يستمع اليها.

ولحالة الإعراض، أسباب منها:

أولاً: قسوة القلب؛ ومن اسباب قسوة القلب المؤدية الى الاعراض، أكل الحرام، كما ان من اسبابها تراكم الذنوب ذنباً بعد آخر.

ثانياً: اغترار الانسان بما يملك من المال والعلم.

ثالثاً: التعصّب للذات والقبيلة والحزب والقومية، فهذا يمنع الانسان - يقول سماحته - من الاستماع الى الحق، وكان هذا العامل (التعصب) سبباً لدخول الكثير في التاريخ، الى نار جهنم.

رابعاً: تغليب المصالح  الخاصة للانسان وأهوائه وشهواته، فان كان هنالك ما يوافق رغباته وأهوائه، أخذ بها، وإلا تنكّر لها.

ويدعو سماحة المرجع المدرسي في هذا السياق الى «أن نقرأ القرآن ونعتبر خطاباته موجهةً لنا كأفراد، لا ان ننأى بأنفسنا عن الخطابات القرآنية، فابليس يحاول دائماً ان يبعد الانسان عن بصائر القرآن الكريم؛ إما بإبعاده عن كتاب الله كلياً، او جعله يعتبر آيات القرآن تتحدث عن الآخرين دون ان تمس شخصه. وقد تكون هذه الحالة نوعاً من انواع الاعراض، لأن الاعراض حقيقة نسبية.

العقبة الثانية: الشك. يقول سماحة المرجع المدرسي: «انطلق النبي ابراهيم، عليه السلام، الى قومه و ادعى ان ربه الكوكب، وبعد افوله أحال العبادة الى القمر، وبعد ذلك الى الشمس. وقد قام النبي ابراهيم، عليه السلام بما قام به، لأن قلوب القوم كانت مغلقة فاراد ان ينقلهم من مرحلة الاعراض الى مرحلة الشك، وقد استخدم القرآن الكريم الاسلوب ذاته مع المشركين حين قال: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ في ضَلالٍ مُبين}.إن الشك في الحق مذموم، ولكنه مطلوب اذا كان في الباطل، لأن التشكيك به يدعو الى التأكد من بطلانه وبالتالي رفضه. العقبة الثالثة: الوهم والظن. فبعد الخروج من مرحلة الشك يبدأ المرء بالاعتقاد بالحق - مجملاً- ولكنه يضيف اليه اوهامه وظنونه، فتراه - مثلاً- يعتقد بوجود الله سبحانه ولكنه يتوهمه او يجسمّه او يتخرّص في صفاته.

العقبة الرابعة: التربّص، وهي مرحلة عدم العمل بما يؤمن به، فهو قد استمع الى الحق وآمن به دونما شكٍ في حقانيته، ولا يتوهم بالباطل شيئاً، ولكنه يسوّف العمل لقادم الأيام. فيؤجل العمل الصالح لوقت آخر، ويسوّف التوبة على الذنب لمرحلة الشيخوخة!

هيأة التحرير
 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99


ارسل لصديق